إلى نبلاء المسلمين وأذكيائهم في عامة الأقطار على أن يكون مبدأ تلك الصحف تنبيه المسلمين إلى ما حاق بهم مما كاد أن يصطلم أمرهم ويذهب بمقوماتهم ومشخصاتهم ودعوتهم إلى توثيق عرى الاتحاد والتآلف بينهم وبين عامة إخوانهم في الكرة الأرضية وحثهم على التمسك بدينهم وأخلاقهم فلا يدعون العدو يعبث بشيء منها وحضهم على تقوية رابطتهم السياسية (الخلافة العظمى) فهي من خير جوامعهم ودعوتهم إلى تغميم التعليم الابتدائي بجعله إجبارياً على كل مسلم في صغره مهما كان حاله ففي ذلك فوائد جلية للمجتمع الإسلامي وحثهم على جمع الإعانات من عامة أفراد المسلمين في سائر الأنحاء لتصرف على بناء الأساطيل وتشييد المعاقل والحصون وإعداد المعدات الحربية التي تستطيع أن تقف أمام الأعداء وترد هجماتهم وذلك يمكن بإنشاء جمعية من غيوري المسلمين وأولي الحمية منهم يكون مركزها العام الأستانة.
ولها فروع في عامة المدن الإسلامية فإن المسلمين على وفرة عددهم إذا دفعوا على نسبة كل فرد منهم عشرة قروش في كل سنة تصبح قوتهم في قليل من الزمن أعظم القوى ويغدو أسطولهم أضخم الأساطيل وتحمى حماهم فلا تستبيحه أمة مهما عظمت قوتها وزادت سيطرتها.
هذا ما خطر لنا الآن من أسباب تعارف المسلمين الذي هو أحد سببي رقيهم واسترجاعهم مجدهم السالف وإنا لنطلب من علماء المسلمين وعقلائهم ممن له معرفة بأسباب الرقي والانحطاط والاطلاع على العلل والأمراض الاجتماعية أن يفكروا في الأسباب التي تنقذ المسلمين من غفلتهم. وتخليصهم مما هم واقعون فيه ونرغب إلى أولئك السادة أن ينشروا آراءهم على صفحات الصحف ليطلع عليه المسلمون في أقطار الأرض. ويأتمروا به. هذه كلمتنا الآن في هذا الموضوع وربما عدنا إليه بأوسع منها والله المستعان.