للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تحتاج دمشق إلى أناس من أعاظمها ونزهائها يسعون لترشيح الأكفاء من رجالها للنيابة عن الدمشقيين في مجلس الأمة والمجالس الأهلية. ويعملون على إنالتهم ثقة من الأهلين تمكنهم من تولي تلك المناصب حتى لاتفقد دمشق في مجلس الأمة نواباً يمثلون عظمتها. ويخدمونها خدمة صالحة، وحتى تأمن في مجالسها ضياع الحقوق. وإهمال المصالح.

تحتاج إلى جمع من أذكياء تجارها وفطنتهم يعملون على ترقي تجارتها. وتنظيم شؤونها يؤسسون فيها الشركات الكبيرة. ويجلبون إليها من الغرب ما يساعد على رقي صناعتها من الآلات الحديثة. ويضيقون على الأجانب فيها فلا يدعونهم يستنزفون ثروتها. ويفكرون في الطرق التي توصلهم إلى رواج تجارتهم في الممالك الأجنبية ولو الصغيرة منها.

تحتاج إلى طائفة من كبار مزارعيها ونبلائهم يعملون على تحسين الزراعة ويسعون لترقيتها يجلبون إليها الآلات الحديثة. ويسيرون في حرث الأرض وقلبها على الطرق الجديدة فالزراعة هي الأمر الوحيد الذي يمكن الشرق من أن يكر على الغرب. ويسترجع منه ما سلبه من حضارة ومدنية.

تحتاج إلى فئة من نبهائها ومفكريها يسعون في إصلاح صناعاتها ويبذلون جهدهم في تنميتها يعملون على متانتها ورفع الغش منها. ويستفرغون الوسع في أن تكون مبهرجة مزركشة عساها توقف تيار المصنوعات الأوروبية الذي وصل إلينا وتقف سداً منيعاً في وجهه فقد جرف ثروتنا وأبطل مدنيتنا وأفسد أخلاقنا وآدابنا وغادرنا في الأخسرين.

تحتاج إلى عمدة من عقلائها ودهاتها يبحثون عن أعمال الأجانب فيها. ويراقبونهم في عامة حركاتهم. ليبينوا للأمة مكرهم ودسائسهم وغشهم. ويطلعوها على مطامعهم السياسية والاقتصادية في بلادها فقد استفحل في هذه الأزمنة أمرهم. وعظم خطرهم وكادوا يقضون على أخلاق الأمة. ويفقدونها استقلالها بعد ما أرهقوها في أمرها العسر. وأذاقوها آلام الهوان.

تحتاج إلى جمع من سراتها وأولي الحمية فيها يجمعون الذكوات والصدقات من أغنيائها وموسريها. ويردونها إلى فقرائها ومعوزيها لترحم بها الأرامل والأيتام. وتساعد بها العجزة والمرضى. ويسهل بها على المهاجرين والغرباء وتنال منها عامة أصناف المحاويج والبؤساء على أن يخصص من تلك الأموال مقدار كافٍ يبعث به إلى جمعية الأسطول

<<  <  ج: ص:  >  >>