العثماني في الأستانة لتستعين به مع ما يرد إليها على إنشاء المدرعات. وسفن المواصلات لتضاهي بقوتها الأمم الراقية. وتأمن من شر الأعداء.
تحتاج إلى عدد من أفاضلها ومقتدريها يسعون في إصلاح أوقافها. وتنظيم مساجدها ومدارسها يردون ما اغتصب منها إلى أهله. وينزعون ما ضيعت حقوقه منها من أيدي من استحوذ عليه. ويساعدون نظار المساجد والتكايا على إعمارها. ويطالبونهم بإنفاق ما يرد إليهم من غلاتها في مصارفه.
تحتاج إلى زمرة من العلماء والوعاظ يرشدون الأمة إلى التمسك بدينها ويربأون بها عن مخالفة أوامره ونواهيه يجيبون إليها الطاعات من صلاة وصيام وزكاة وحج وصلة رحم وحسن معاشرة مع الأهل والأقارب والجيران.
وينفرونها عن الموبقات كالزنا واللواطة وشرب الخمر والربا والحسد والحقد والكبر والظلم والغش والمداهنة. ويغرسون في نفوسها أن لا نجاح لها في دنياها ولا سعادة في آخرتها إلا بتقوى الله سبحانه. ومراقبته في جميع الأحوال.
هذا بعض ما تشير إليه حاجة دمشق من الإصلاحات والتنظيمات وهو منوط بخاصة الدمشقيين وزعمائهم فلا يتعداهم إلى غيرهم وقد مر هذا مفصلاً لكنا نحتاج هنا إلى بيان المنهج الذي يحسن بهؤلاء السادة سلوكه والوسائط التي يجدر بهم أن يتذرعوا بها ليتمكنوا من أداء هذا الواجب ويسهل عليهم القيام به. أقرب طريق للوصول إلى هذا الغرض السامي هو أن يؤسس في هذه المدنية حزب كبير يضم إليه أعاظم العلماء وأعيان الوجهاء ونخبة التجار. وكبار المزارعين من عرف منهم بالغيرة والحمية. وميز بالصدق والاستقامة يجتمعون ليكونوا يداً واحدة تعمل على منفعة هذه المدينة. وسيفاً مسلولاً في وجه من يريد إيقاع الضر بها على أن يخصص كل فرع من فروع الإصلاح المارة وغيرها بفئة منهم تحسن القيام به. ولا تنوء بحمله فإذا تمت لدمشق هذه الأمنية فقد خطت خطوة كبرى في التقدم. وأثرت أثراً عظيماً في الإصلاح يرجع به أيها سالف مجدها. وسامق عزها والله الموفق.