الصميم لراحة أهالي بيروت ورجائنا بضراعة منه سبحانه أن لا يطيل أمد الأحكام العرفية عليهم نقول أن السخط على الحكومة في غير محله وربما أدى إلى التشويش عليها وهو بلا شك جهل محض. إذ باعتقادنا أن ما تعمله الحكومة الآن يتحتم عمله، ولولاه لانقلب لون الأزمة إلى شكل آخر، ولوصل أرباب الأغراض والدسائس الأجنبية إلى غاياتهم، فهل بعد هذه الحادثة المشؤومة أدركت الأمة أن الواجب عليها أن تعمل يداً واحدة على ترك التنابذ والشقاق ومؤازرة الحكومة لصدمات الأعداء وتعلم أنها بتطاعنها تطعن قلبها، وترمي فؤادها. هل علمت أن العقلاء من أعمالها في استياء عظيم يبكون الليل والنهار ويرجون الله لرفع هذه الأحقاد خشية أن يبتلعنا من فغر فاه من الأجانب؟ هل علمت بأن رمي بعضها البعض بخيانة الوطن، وسوء النية هو عين خيانة الوطن والإضرار به؟ هلا لانت قلوب هؤلاء المختلفين فعطفوا على هذه الأمة البائسة؟ هلا لانت قلوبهم فرحموا هذه الأمة المسكينة؟ هلا لنت قلوبهم لما أصاب الدولة والأمة؟ هلا علموا بأنهم محاسبون؟ هلا فقهوا بأنهم مسؤولون؟ هلا دروا بأنهم على ربهم يعرضون؟ فإلى متى وهم غافلون وفي أنفسهم متشاغلون. ما مصيبة الأمة بطرابلس الغرب بأعظم من مصيبتها بتفرقهم واختلافهم. فإلى الوفاق أيها الناس إلى التعاضد أيها القوم. وفي الختام نجأر إلى الله تعالى أن يوفق الأمة إلى ما فيه صلاحها ونجاحها، وأن يصرف عنها كيد الأعداء، إنه سميع الدعاء.