نفسها العجز عن مجاراتها في إحاسنها كتب فريد أفندي وجدي أحد علماء الاجتماع نحن بغاية الأسف نرى أن تلك المدنية يعني الغربية تفتن الشرقيين لدرجة أصبحوا يعدون مقابحها التي ضج أصحابها منها كمالات يجب علينا الأخذ بها وبذل النفس والنفيس في السعي إليها، ويتصامون عن صيحات ذويها وأناتهم، ولقد كادت تلك الصيحات والأنات لا تدع صماخاً سليماً بين البشر اللهم ألهم كتابنا أن يربأوا بأنفسهم عن هذه المنزلة منزلة الضعة والمهانة، والذل والإستكانة، وأن لا يكونوا من المدنية الغربية كالغربال من دقيق الخبز يمسك خشاره، ويفلت لبابه، بل كالضمير في النقاد يختار الجيد، ويترك الزائف، وان يعلموا ما لوظيفتهم من المكانة في عالم الاجتماع فلا يكتبون إلا عن اجتهاد ووجدان، مطابقين للعلم والدين كتب مصطفى لطفي المنفلوطي من نوابغ كتاب مصر، أن في أيدينا معشر الكتاب من نفوس هذه الأمة وديعة يجب علينا تعهدها والاحتفاظ بها والحدب عليها حتى نؤديها إلى خلفائنا من بعدنا كما أداها إلينا أسلافنا سالمة غير مأروضة ولا مثلمة فإن فعلنا فذاك وإلا فرحمة الله على الصدق والوفاء وسلام على الكتاب الأمناء أن الله وحده هو خالق هذه العوالم بأسرها وهو وحده القادر على أن يضع لها قانوناً يكفل لها مصالح دنياها وسعادة أخراها في كل مكان وزمان، أما واضعوا القوانين فغنهم مهما علا كعبهم في العلم وارتقت مداركهم في الفهم فليسوا قادرين لأن يضعوا قانوناً إلا لزمنهم وللأمم التي تحت نظرهم فمن الحق وافن الرأي أن يأخذ الشرقي عن الغربي قانوناً وضع لغير زمنه ولغير أمته ولا يلتئم مع عوائد أمته وأخلاقها ولا مع تعاليم دينها، أن الزهاوى كتب ما كتب تقليداً لمتطرفة الغربيين ولو بحث ونقب، لرأى أن معتدلي الغربيين. أدركوا خطأ أمتهم فطفقوا يجاهرون بوجوب الرجوع إلى مادلت عليه التجارب من أن مجاراة المرأة للرجل في أعماله خروج عن سنن الفطرة وطبائع الكون.
حاصل ما أراد الكاتب أن يبين من حقوق المرأة المسلوبة منها على زعمه مساواتها للرجل الطلاق كونه بيد الرجل وحده وتعدد الزوجات ونقصها في الميراث عن الرجل في الحجاب وها نحن نرد عليه بها على الترتيب ملتزمين جادة الأنصاف وبالله التوفيق.
لابد للمتناظرين أن يكونا متفقين على مبادئ يرجعان إليها في الاستدلال على ما يحاولان إثباته أو نفيه. فنحن مع الكاتب من جهة كونه مسلماً واستشهد بآية (ولهن مثل الذي عليهن)