خلاعة بعض النسوة، وتبرجهن علانية في الأسواق، ومجتمعات الناس على مرأى من الخاصة والعامة من غير استحياء ولا خجل والكثيرون من ساقطي المروءة والشرف، وفاقدي التربية والأدب يطمحون إلى مغازلتهن وعلى الأقل إلى الإشارة لهن والتمتع برؤيتهن.
يخرج بعض النساء من دورهن لا لحاجة سوى النزهة والتسلي وربما كان ذلك لموعد ضربنه بينهن وبين أحد صويحباتهن ليس الحامل عليه إلا الاسترسال في التهتك وإرخاء العنان لتأخذ حظها من الغواية.
يخرجن متعطرات متزينات لابسات ثياباً خيراً من ثياب زينتهن أمام بعولتهن ليلفتن نظر صواحباتهن إلى جمالهن أو ليستلفتن إليهن نظر بعض الشباب. فيا للمروءة والشرف. ويا للفضيحة والعار! هكذا يصير حال النساء وإلى هذه الدرجة يؤول أمر أخلاقهن. والرجال إزاء هذه الأعمال الفظيعة كلها ساهون لاهون لا يبدون حراكاً كأنما غفلوا عما توجبه المروءة والشهامة، وتدعو إليه الغيرة على العرض!!
دمشق مع أنها بلدة الدين، بلدة الأمانة، مهبط وحي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. تنظر إليها الناس من أقطار الأرض كما ينظرون إلى الكواكب اللامعة في السماء، ويحسدونها على ما أوتيته من الفضيلة والفضل غفل أو تغافل أهلها عن تبرج النساء حتى استرسلوا استرسالاً سيعود عليهم (لا قدر الله) بالوبال والخزي إن لم يتداركه عقلاؤهم بالحكمة والاهتمام.
أدركت الحكومة السنية مغبة هذا الأمر، ووخيم عاقبته فأصدرت أوامرها بمنع النساء من التبرج ومن كل ما يخالف الآداب الشرعية، ولا يلتئم مع روح التربية والأخلاق. وإليك نص البلاغ الوارد إلى الولاية من المشيخة الإسلامية الجليلة بواسطة نظارة الداخلية:
إن أحكام الدين الإسلامي بحق تستر النساء هي جالبة لمنافع متعددة ومانعة لمفاسد شتى وبينما نرى عدداً كثيراً من حكماء أوروبا يقدرون هذا حق قدره يشاهد عندنا بعين الأسف سقوط هذه الوظيفة الدينية وما يبنى عليها من العادات الملية المستحسنة وإن القصد من تستر النساء المسلمات هو من القديم استعمال الإزار ولكن بهذه الأيام يستعملون عكس ذلك يغيرونه أشكالاً وألواناً وحتى أن الشكل الذي اكتسب منذ مدة أتباعاً للزي (الموضة) قد أثر