للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سبيل مطامع دولة إيطاليا.

وما زالت دول أوروبا توجس خيفة من الجامعة الإسلامية وتعمل في السر والعلن على كل ما تراه صاداً عنها أو مبعداً عن الوصول إليها بينما كان المسلمون غافلين عن إحكام روابطها وتوثيق عراها فجاءت هذه الكارثة أعظم مذكر لهم بما يجب عليهم من الالتفاف حول عرش الخلافة العظمى وحفظ مركزه وتشييد دعائمه ولا غرو فمن الشدائد تتولد الفوائد فإن تكن هذه الحرب أفقدتنا بعضاً من الرجال في سبيل الدفاع عن الدين والوطن فقد أفادتنا ما يستصغر معه فقد الأموال وضياع الأرواح.

ومن نتائج هذه الحرب وفوائدها أنها خاتمة للمصائب الخارجية على دولة الخلافة إن شاء الله تعالى فقد استضعفتها دول أوروبا خصوصاً على أثر تساهلها بمسألة البوسنة والهرسك والبلغار ذلك التساهل الذي كانت مدفوعة إليه بحكم الضرورة لأنها في مبدأ انقلاب لم تتوطد أركانه ولم تكن قد أخذت أهبتها واستعدادها لطوارئ الحدثان فظنت أوروبا أن هذا التساهل طبيعي في هذه المملكة وأنها لا يكلف نفسها عناء كبيراً في احتلال أي جزء من أجزائها أو يكفيها أن تعلن ضم هذا الجزء إلى أملاكها لذلك أعلنت إيطاليا ضم طرابلس الغرب إليها قبل أن تضع قدماً في سواحلها أو تملك شبر من أرضها.

بمعونة الله على صد غارة أعدائهم وحفظ استقلالهم وشرفهم ويكفيهم أن ولاية واحدة بعيدة عن مركز السلطنة ومقر الخلافة وعن الاتصال بباقي الولايات العثمانية حاربت على غير أهبة واستعداد دولة تعد في مصاف الدول الكبرى ثمانية أشهر وهي تزداد كل يوم قوة ونشاطاً ومراناً على الطعن والضرب والذود عن بيضة الدين وحمى الخلافة. أخذ الله بيد المسلمين ووفقهم إلى الاجتماع والاتحاد وإحكام الروابط المتينة في ظل صاحب الخلافة أيده الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>