لا تستطيع حراكاً فيحملها رجال البوليس لتبيت في الضابطة، فقد دل الإحصاء في بعض البلاد المتمدنة على أن البوليس يجد فيها سنوياً ما يزيد عن العشرة آلاف امرأة ملقاة في الطريق ثملا وليتهن وقفن عند هذا الحد المدهش فإن بعض المتعلمات منهن قد فقدن فضيلة الحياء لدرجة صرن يؤلفن الكتب ينددن بعادة الزواج مدعيات أنها من آثار الوحشية الأولى قائلات ما هذه العادة السيئة التي تحرم المراة من التمتع بإبلاغ عواطفها الحبية مشتهياتها ما هذه المقاليد التي تربط المرأة بالرجل ارتباطاً دائماً فتجبرها على ملازمة رجل قبيح في عينها لرؤيتها من هو أجمل منه.
ما هذا الرباط الحديدي الذي يمنع المرأة من أن تنصاع لأميال فؤادها. السريع التقلب الكثير الإحساس بالانفعالات المختلفة. يعاب على الهيئة الاجتماعية أن تذر هذه التقاليد حية للآن. ويجب على ربا الجمال أن يبذلن وسعهن للتخلص منها بكل الطرق الممكنة. هذه كلها مقولات بعض المتغاليات من نساء العالم المتمدن وهذه الحالة قد أقامت علماء العمران وأقعدتهم وجعلتهم يتوقعون انهدام عظمة أوربا بيد المرأة الضعيفة إذا لم يتوصلوا إلى إيقافها عند حدها. قال المسيو (جان فينو) مدير مجلة المجلات في فصل ذكر فيه غلواء النساء في الحرية والمصائب التي جرتها على المدينة (نقول بغاية الآسف أن المرأة التي بواسطتها تهذيب أوربا ستكون هي نفسها هادمة تلك المدينة الزهراة بيديها بإزاء هذه النزعات فإن عقلاء القوم لا يدرون كيف يوقفون سير هذا التيار الشديد الاندفاع الذي ابتدأ يجرف أمامه كل الكمالات الأخلاقية التي بنيت على أساسها عظمة العالم المتمدن ولا يظنن القارئ أن هذا ناشئ من حسد الرجال للنساء على ما نلن من حرية. فإن عقلاءهن أيضاً قد أدركن هذا الفساد ووخامة عاقبته فقمن ينصحن لأخوانهن بالاعتدال والتوسط في أمورهن ولا يتأخرن عن إظهار ما يختلج بضمائرهن عن رأيهن وإليك مضي ما قالته إحدى العاقلات للمسيو (جول بوا) بعد ذكرها أحوال النساء. هذه الحالة هي مهواة جنس من الأجناس. ونهاية جيل من الناس. لم يفكروا إلا في شهواتهم البهيمية حتى انتهى بهم الأمر إلى حد اليأس المهلك إلى أن قالت أن داء الضجر العضال ينتابنا معشر النساء المتبرجات جميعاً. وأن إذ كانا تدرك ساعة هدوها أنها غير صالحة لشيء ما. أرح نفسك فإنا سنتلاشي يهدو وسكينة بدون مقاضاتنا أمام العدالة وأن كان كل ما لنا من جمال ورواء سيصير أثراً