ترتب له بيته وتربي له أولاده وتجهز له أكله وتحفظ عينه من الحرام الخ.
والغربيون الذين عملوا على معاكسة هذه السنة زماناً اتضح لهم خطاءهم وافن رأيهم لما رأوا بناء عائلاتهم تقوض ونظام مدنيتهم فسد وأن أردت دليلاً على ذلك فاسمع ما كتب فريد أفندي وجدي تحت عنوان ما هي نتائج تحرير المرأة في أوربا قال لا نظن أن المرأة قاست من آلام الأسر في بلد مثل ما قاسته في أوربا من أول أدوارها لغاية القرن السابع عشر ونحن هنا لا نود أن نتوسع في بيان الفظائع التي كانت تعامل النساء بها في تلك البلاد الغربية، ولكنا نقول إجمالاً أن المرأة كانت هنالك تعد من ضمن العجماوات سواء بسواء بل ربما كانوا يكرمون العجماوات أكثر منهن في بعض الأحوال فإن أمامنا الآن من أخبار القرون الوسطى أنهم كانوا يحرمون على المرأة كل اللحوم ويجبرونها على ملازمة الملآكل النباتية كما يمنعونها من الضحك والكلام ولكننا لم نر من أخبار تلك القرون أنهم حرموا على الهرة تناول اللحم أو حرموها من اللعب والقفز أمام من يقتنيها نعم بلغ أسر المرأة في الغرب إلى درجة وحشية جداً، حتى تطرف كثير منهم وزعموا أن المرأة ليست من نوع الإنسان بل هي من نوع وسط بين الحيوان والبشر وألف أحد علمائهم في ذلك كتاباً سماه، هل للمرأة نفس، ولكن لما ترقت المدارك ولطفت الإحساسات أدرك الرجل شدة هضمه لحقوق المرأة فأخذ في إطلاق العنان لها شيئاً فشيئاً وساعد على ذلك فشو الإلحاد في بعض الطبقات تحت ثار التعاليم المادية التي انتزعت منهم كثيراً من الكمالات الإنسانية فمالت النفوس إلى الشهوات البهيمية واستلزم ذلك التغاضي عن تبرج النساء فقوى شأنهن تدريجاً حتى فمن في السنين الأخيرة (تحت حماية الرجل) يؤلفن الجمعيات للمطالبة بحقوقهن المهضومة التي تخولهن على زعمهن التربع في دسوت الوزارات وتقلد المراكز السياسية لقيادة الشؤون الاجتماعية وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل سرى فساد الأخلاق إليهن سرياناً يخجل الكاتب من سرد وقائعه الشائنة وتعداد حوادثه المخجلة.
ألم تران المرأة التي كانت محرماً عليها أكل اللحم صارت تشاطر الرجال في الجلوس على المنتديات العمومية، ألم ترها بعد أن كانت محجوراً عليها غير الصلاة وطاعة زوجها طاعة عمياء قد صارت الآن تحسو بنت ألحان على رؤوس الإشهاد حتى لا تجد في ساقيها قوة توصلها إلى بيتها الذي فيه صغارها فتطرح نفسها على أفاريز الطرقات وهي سكرى