وباعثهم واحد من يتأمل هذا كله يتحقق لديه أنهم لا يُغلبون ولن يغلبوا تصديقاً لقوله عز اسمه (يا أيها الذين آمنوا إن تنصُروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) من يفكر في الطليان وانتظامهم وعددهم وعُددهم وبوارجهم ومدافعهم وما لديهم من القوى الهائلة ثم يتأمل في أولئك العرب المجاهدين وتفرقهم وعدم انتظامهم وحاجاتهم إلى الأدوات الحربية و. و. و. يحكم في بادئ الأمر بأنهم سيكونون هدفاً لسهام الطليان. ومرمى لقذائفهم وأن الحال سيضطرهم إلى أن يعلنوا السمع والطاعة ويقبلوا بالتابعية الطليانية وهم صاغرون. ولو دقق المتأمل النظر لعلم أنه خبط خبط عشواء لما أنه قد غاب عنه أن الباعث لهؤلاء العرب على الحرب أمر ديني وشعور إيماني لم يثره إلا الذب عن العرض والوطن وأن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى بخلاف الطليان فإنهم وإن كانوا ذوو قوة بالنسبة إلى أهل طرابلس كما سبق ولكن يستحيل أن تقاوم قوتهم الظاهرية تلك القوة المعنوية التي من ألذ لذاتها الموت والتي تجعل الأرض على سعتها ضيقة في وجه صاحبها فيرى أن لا منقذ له من هذا المضيق إلا المقاومة ما استطاع هذا مع ظهور أن الباعث للطليان على هذا الحرب إنما هو الجشع والطمع والتعدي. الرابطة الدينية هي بنفسها رابطة الخلافة والعرب في حربهم مع الطليان مرتبطون بهذه الرابطة فدفاعهم عن الخلافة الإسلامية هو دفاع عن الدين لا محالة. فإلى أولئك المتفرنجين اليوم نقدم كلمتنا هذه عساها تكون مفيدة لهم في تعظيم أمر الدين ورابطته ولعلهم يرون أن العدد الظاهرية على ضخامتها وشدة بأسها لاتقاوم تلك العدد المعنوية على لطافتها وقلة مؤنتها. وإليك نص الكتابين:
بسم الله الرحمن الرحيم
اصغوا ياعربان بلا بنغازي وملحقاتها
حالة الحرب التي نحن موجودون بها الآن قد ألزمتنا أن نقطع أي علاقات كانت فيما بين البلدة والبر فلهذا صوتنا لم يمكنه أن يصل إليكم وأنتم صرتم ضحية للأكاذيب التي يحدثونكم بها الأتراك. نحن نرغب أن نقول أيضاً لكم الحق مرة واحدة لأجل صالحكم ولفائدتكم حتى يتوفر عنكم فظاعة الحرب الذي هو بتمامه ضرر عليكم والذي يطفئ باطلاً حياة أناس التي هي عزيزة عند الله تعالى. فلهذا نأمر الطيارات بالهواء أن ترتفع ومن