أعلى الجو أن تسقط عليكم جوابنا هذا الذي به يجلب لكم كلمتنا التي هي الحق والعدل. نحن قلنا لكم سابقاً والآن نكرره أيضاً بأن حكومة جلالة ملك إيطاليا العظيم القوي حفظه الله تعالى ما أتت لمحاربة العربان بل هي حضرة لهذه البلاد بإرادة الله سبحانه وتعالى حتى تطرد من هذه الديار حكومة الأتراك القاحلة وعديمة الكفاية التي هي قد أقحلت أراضيكم وتركتها مهملة لجملة سنين وأحرمتها من فضائل التمدن والترقي. نحن سبق وقلنا لكم ونقسم لكم أيضاً بسم الله العظيم إله جميعنا الذي هو حامينا ومنور عقولنا بأننا سنحترم قطعياً ديانتكم وعوايدكم ونظاماتكم ونساءكم وأملاككم ولا نلمكم لخدمة القرعة العسكرية ولا نضع عليكم ضرائب بغير الحق وأيضاً سننظر إذا أمكن الحال أن نجعل تلك الضرائب التي كنتم تدفعونها لحكومة الأتراك أن تكون أكثر تخفيفاً عن قبل وعلى سائر الأحوال كافة الدراهم التي تدخل من هذه الديار على خزاين دولتنا سيصير صرفها لمنفعة تمدن هذه البلاد بفتح طرقات وسكك حديدية وإصلاح المراسي لإدخال عدد كثير من الوابورات الكبيرة الذي ستأتي شاحنة البضائع وعمار مدن التي سيكون بها أسواق عظيمة حتى يتسهل للجميع مشترى لوازم المعيشة بسعر متهاود على قدر الإمكان نحن سنحترم الزوايا (تعلقكم) وسنبقي لهن كافة الامتيازات التي هي متمتعة بها وسننظر أيضاً إذا كان يمكنا الحال أن نزيد تلك الامتيازات وسنساعدها عند اللزوم حيث هذه الزوايا يمكن أن يصبر إقبالهن ونجاحهن أكثر من قبل حتى وأنهن يكن أعظم مساعدة لفقراء البلدة والبر. نحن سنعطي لمشايخ القبائل المهمين كافة السلطة التي تلزم أن تكون لهم وسنعطي أيضاً مكافأة لهم معاشات شهرية متساوية للمساعدة التي يقدرونها لحكومتنا الإيطالية بحفظ النظام والتهذيب في البر. إن شاء الله تعالى في مدة قليلة بلادكم هذه مع وجود الأمن والراحة تزداد بعونه تعالى بالإقبال والثروة وهكذا الجميع يمكنهم بواسطة شغل الحقول والمرعى والطرق والسكك الحديدية والمدن والتجارة والصناعة الحصول على لوازم معيشة كل واحد مع عائلته بحسب لياقة الرجال الأفاضل والأحرار وهذا بموجب الشرائع المرسومة لنا بحكمة وعظمة الله تعالى الدائمة فلهذا أنتم لا يجب عليكم محاربتنا أنتم لا يلزم عليكم أن تصدقوا الأتراك لأن المذكورين قد هربوا دائماً وما تجاسروا أبداً أن يحاربوا البلد بل أرسلوكم أنتم ضد مدافعنا الهائلة حتى يصير قتلكم.