للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عدله وهيبة الناس له

أخرج البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال أستأذن عمر على النبي عليه الصلاة والسلام وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرنه عالية أصواتهنَّ على صوته فلما أذن له عليه الصلاة والسلام تبادرن الحجاب فدخلن ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله أضحك الله سنك ما يضحكك فقال عليه الصلاة والسلام عجبت من هؤُلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك تبادرن الحجاب فقال عمر يا رسول الله بأبي وأمي كنت أحق أن يهبنك ثم أقبل عليهم فقال أي عدوات أنفسهن تهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام أيها يا ابن الخطاب فوالذي نفس محمد بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك. وعن أبي سعد مولى أبي أسيد قال كان عمر بن الخطاب يعس المسجد بعد العشاء فلا يرى فيه أحداً إلا أخرجه إلا رجلاً قائماً يصلي فمر بنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أبي كعب فقال من هؤلاء فقال أبي نفر من أهلك يا أمير المؤمنين قال ما خلفكم بعد الصلاة قال جلسنا نذكر الله فجلس معهم ثم قال لأدناهم إليه خذ فدعا فاستقراهم رجلاً رجلاً يدعون حتى انتهى إلي وأنا إلى جنبه فقال هات فحصرت (أي ضيق علي فلم أقدر على الكلام) وأخذني من الرعدة حتى جعل يجد مس ذلك مني فقال ولو أن تقول اللهم اغفر لنا اللهم ارحمنا ثم أخذ عمر فما كان في القوم أكثر دمعة ولا أشد بكاء منه. وأخرج ابن عبد الحكم عن أنس أن رجلاً من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال عذت معاذاً قال سابقت بن عمرو بن العاص فسبقته فجعل يضربني بالسوط ويقول أنا ابن الأكرمين فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم ويقدم بابنه معه فقد فقال عمر أين المصري خذ السوط فاضرب فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر اضرب ابن الألأمين قال أنس فضربه والله لقد ضربه ونحن نحب ضربه فما أقلع عنه حتى تمنينا أن يرفع عنه قال للمصري ضع على صلعة عمرو فقال يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه فقال عمر لعمرو مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً قال يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتني.

<<  <  ج: ص:  >  >>