وأخرج ابن سعد وابن راهوية عن عطاء قال كان عمر بن الخطاب يأمر عماله أن يوافه بالموسم فإذا اجتمعوا قال يا أيها الناس إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم ولا من أموالكم ولا من أعراضكم إنما بعثتهم ليحجزوا بينكم وليقسموا فيئكم بينكم فمن فعل به غير ذلك فليقم أحد إلاَّ رجل قام فقال يا أمير المؤمنين إن عاملك فلاناً ضربني مائة سوط قال فيم ضربته قم فاقنص منه فقام عمرو بن العاص فقال يا أمير المؤمنين إنك إن فعلت هذا يكثر عليك وتكون سنة يأخذ بها من بعدك قال أنا لا أقيد وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيد من نفسه قال دعنا لنرضيه قال دونكم فارضوه فافتدى منه عن كل سوط دينارين. وأخرج اللالكائي عن مجاهد قال جاء رجل من بني مخزوم إلى عمر ليستعديه على أبي سفيان قال يا أمير المؤمنين إن أبا سفيان ظلمني حدي بمكة فقال عمر أنا أعلم بذلك الحد ولربما لعبت أنا وأنت عليه ونحن غلمان فإذا قدمت مكة فأتني فلما قدم عمر أتاه المخزومي وجاء بأبي سفيان فانطلق عمر معه إلى ذلك الحد فقال غيرت يا أبا سفيان فخذ هذا الحجر من ههنا فضعه ههنا فقال والله لا أفعل فعلاه بالدررة قال خذه لا أم لك فأخذه أبو سفيان فوضعه في الموضع الذي أمره عمر فدخله فما صنع بأبي سفيان شيء فاستقبل البيت وقال اللهم لك الحمد إذ لم تمتني حتى غلبت أبا سفيان على هواه وذللته بالإسلام فاستقبل أبو سفيان البيت وقال اللهم لك الحمد إذ لم تمتني حتى أدخلت قلبي من الإسلام ما ذللتني لعمر. وأخرج البيهقي وابن أبي شيبة وغيرهما عن ابن عمر قال اشتريت إبلاً وارتجعتها إلى الحمى فلما سمنت قدمت بها فدخل عمر السوق فرأى إبلاً سماناً فقال لمن هذه الإبل فقيل لعبد الله بن عمر فجعل يقول يا عبد الله بن عمر بخ بخ ابن أمير المؤمنين فجئت أسعى فقلت مالك يا أمير المؤمنين قال ماهذه الإبل قلت إبل اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى أبتغي ما يبتغي المسلمون فقال ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين. اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين. يا عبد الله أغد على رأس مالك واجعل الفضل في بيت مال المسلمين.
تواضعه رضي الله عنهُ
أخرج الدينوري عن الحسن قال خرج عمر بن الخطاب في يوم حار واضعاً رداءه على رأسه فمر به غلام على حمار فقال يا غلام احملني معك فوثب الغلام عن الحمار وقال