اركب يا أمير المؤمنين قال لا أركب وأركب أنا خلفك تريد تحملني على المكان الوطيء وتركب أنت على الموضع الخشن فركب خلف الغلام فدخل المدينة وهو خلفه والناس ينظرون إليه وأخرج ابن سعد عن حزام بن هشام عن أبيه قال رأيت عمر بن الخطاب مر على امرأة وهي تعصد عصيدة لها فقال ليس هكذا يعصد ثم أخذ المسوط فقال هكذا فأراها.
ورعه رضي الله عنه
أخرج البيهقي عن زيد بن أسلم قال شرب عمر لبناً فأعجبه فسأل الذي سقاه من أين لك هذا اللبن فأخبره أنه ورد على ماء فإذا نَعم من نَعم الصدقة وهم يسقون فحلبوا لنا من ألبانها فجعلته في سقائي هذه فأدخل عمر إصبعه فاستقاءه. وأخرج ابن سعد عن عروة أن عمر ابن الخطاب قال لا يحل لي من هذا المال إلا ما آكل من صلب مالي. وأخرج ابني سعد وعساكر عن إبراهيم أن عمر بن الخطاب كان يتجر وهو خليفة وجهز عيراً إلى الشام فبعث إلى عبد الرحمن بن عوف يستقرضه أربعة آلاف درهم فقال للرسول قل له يأخذها من بيت المال ثم ليردها فلما جاءه الرسول فأخبره بما قال فلقيه عمر فقال أنت أنت القائل ليأخذها من بيت المال فإن مت قبل أن تجيء قلتم أخذها أمير المؤمنين دعوها له وأوخذ بها يوم القيامة لا ولكن أردت أن أخذها من رجل مريض مثلك فإن مت أخذها من ميراثي.
نصفته رضي الله عنه في أهله ومعاملته رعيته
أخرج الإمام أحمد عن الحسن قال جيء إلى عمر بمال فبلغ ذلك حفصة ابنة عمر فجاءت فقالت يا أمير المؤمنين حق أقربائك من هذا المال قد أوصى الله عز وجل بالأقربين فقال لها يا بنية حق أقربائي في مالي فأما هذا ففيء المسلمين غششت أبك قومي فقامت تجر ذيلها.
وأخرج ابن عساكر والدينوري وابن شاذان عن أسلم أن عمر بن الخطاب طاف ليلة فإذا هو بامرأة في جوف دار لها وحولها صبيان يبكون وإذا قِدر على النار قد ملأتها ماء فدنا عمر من الباب فقال يا أمه ما بكاء هؤلاء الصبيان قالت بكاؤهم من الجوع قال فما هذه القدر التي على النار قالت قد جعلت ماء هو ذا أعللهم به حتى يناموا وأوهمهم أن فيها شيئاً فبكى عمر ثم جاءَ إلى دار الصدقة وأخذ غرارة وجعل فيها شيئاً من دقيق وشحم وسمن