وتمر وثياب ودراهم حتى ملأ الغرارة ثم قال يا أسلم احمل عليَّ فقلت يا أمير المؤمنين أنا أحمله عنك فقال لي لا أم لك يا أسلم أنا أحمله لأني أنا المسؤول عنهم في الآخرة فحمله حتى أتى به منزل المرأة فأخذ القدر فجعل فيها دقيقاً وشيئاً من شحم وتمر وجعل يحركه بيده وينفخ تحت القدر فرأيت الدخان يخرج من خلل لحيته حتى طبخ لهم ثم جعل يفرق بيده ويطعمهم حتى شبعوا ثم خرج وربض بحذائهم كأنه سبع وخفت أن أكلمه فلم يزل كذلك حتى لعب الصبيان وضحكوا ثم قام فقال يا أسلم تدري لم ربضت بحذائهم قلت لا قال رأيتهم يبكون فكرهت أن أذهب وأدعهم حتى أراهم يضحكون فلما ضحكوا طابت نفسي.
وأخرج ابن السني وأبو نعيم والبيهقي عن جراد بن طارق قال أقبلت مع عمر بن الخطاب من صلاة الغداة حتى إذا كان في السوق فسمع صوت صبي مولود يبكي حتى قام عليه فإذا عنده أمه فقال لها شأنك قالت جئت إلى هذا السوق لبعض الحاجة فعرض لي المخاض فولدت غلاماً وهي إلى جانب دار قوم في السوق قال هل شعر أحد بك من أهل هذه الدار أما إني لو علمت أنهم شعروا بك ثم لم ينفعوك فعلت بهم وفعلت بهم ثم دعا لها بشربة سويق ملتوتة بسمن فقال اشربي هذا فإن هذا يقطع الوجع ويقبض الحشا ويعصم الأمعاء ويدر العروق وفي لفظة فإن هذا يشد أحشاءك ويسهل عليك الدم وينزل لك اللبن ثم دخلنا المسجد.
موافقاته رضي الله عنه للقرآن العظيم
أخرج الطبراني وابن حاتم وابن مردويه عن عمر رضي الله عنه قال وافقت ربي في أربع. قلت يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فأنزل الله (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وقلت يا رسول الله لو ضربت على نسائك الحجاب فإنه يدخل عليهن البر والفاجر فأنزل الله (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب) ونزلت هذه الآية (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) إلى قوله (ثم أنشأناه خلقاً آخر) فلما نزلت قلت أنا فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت (فتبارك الله أحسن الخالقين) ودخلت على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لهن لتنتهين أو ليبدلنه الله أزواجاً خيراً منكن فنزلت هذه الآية (عسى ربه أن طلقكن إن يبدله أزواجاً خيراً منكن).
وفي الصحيح لما توفي عبد الله بن أبي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه