فقام إليه عمر (قال عمر) فقمت حتى وقفت في صدره فقلت يا رسول الله أو على عدو الله ابن أبي القائل يوم كذا كذا فوالله ما كان إلا يسيراً حتى نزلت (ولا تصل على أحد منهم مات أبداً) الآية، وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهودياً لقي عمر فقال إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال له عمر من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين فنزلت على لسان عمر أهـ قال السيوطي وقد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين.
كراماته رضي الله عنه
أخرج ابن الأعرابي في كرامات الأوليات وأبو نعيم والبهيقي معافى الدلائل وغيرهم عن ابن عمر قال وجه عمر جيشاً وأمر عليهم رجلاً يدعى سارية فبينما عمر بن الخطاب يوماً جعل ينادي يا سارية الجبل ثلاثاً ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر فقال يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمنا فبينا نحن كذلك إذا سمعنا صوتاً ينادي يا سارية الجبل ثلاثاً فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم الله تعالى فقيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك. وعن طارق بن شهاب قال إن كان الرجل ليحدث عمر بالحديث فيكذبه الكذبة فيقول احبس هذه ثم يحدثه بالحديث فيقول احبس هذه فيقول له كل ما حدثتك حق إلا ما أمرتني أن أحبسه. وعن الحسن قال إن كان أحد يعرف الكذب إذا حدث به إنه كذب فهو عمر بن الخطاب وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وأبو الشيخ في العظمة وغيرهما عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال لما فتح عمرو بن العاصر مصر أتى أهلها إليه حين دخل (بؤنه) من أشهر العجم فقالوا له أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها فقال لهم وما ذاك قالوا إنه إذا كان لاثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر ببين أبويها وجعلنا عليها شيئاً من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم القيناها في النيل فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون في الإسلام فإن الإسلام لا يهدم ما قبله. فقاموا بؤنة، وأبيب، ومسرى، لا يجري قليلاً ولا كثيراً حتى عموا بالجلاء (بالخروج من البلد) فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك فكتب إليه عمر - قد أصبت إن الإسلام يهدم ما قبله وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك كتابي فلما قدم الكتاب على عمرو فتح البطاقة فإذا فيها - من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر وإن كان