الواحد القهار يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء وللخروج منها لأنهم لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل فأصبحوا.
يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعاً وقطع تلك السنة السوء عن أهل مصر. وعن عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده أن سعيد بن العاصر أتى عمر يستزيده في داره التي (بالبلاط) وخطط أعمامه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر صل معي الغداة (الصبح) وغبش ثم اذكرني حاجتك قال ففعلت حتى إذا هو انصرف قلت يا أمير المؤمنين حاجتي التي أمرتني أن أذكرها لك فوثب معي ثم قال امض نحو دارك حتى انتهيت إليها فزادني وخط لي برجله فقلت يا أمير المؤمنين زدني فإنه ينبت لي نابتة من أهل وولد فقال حسبك واختبئ عندك أن سيلي الأمر بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك قال فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان فوصلني وأحسن وقضى حاجتي وأشركني في أمانته.
ولما بلغه أن أهل العراق حصبوا أميرهم: قال اللهم قد لبسوا علي فألبس عليهم وعجل بالغلام الثقفي يحكم فيهم حكم الجاهلية لا يقبل من محسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم. (يعني الحجاج) والحجاج يومئذ لم يولد. وذكر صاحب كتاب علم الدين عن بعض المؤرخين أن عمرو بن العاص خطر بباله حفر برزخ السويس لاتصال البحر الأحمر بالبحر الأبيض فاستأذن عمر بن الخطاب فمنعه لئلا تعبر منه الإفرنج البحر فيكثرون بالمشرق وبلاد المغرب. وأخرج البيهقي عن سالم بن عبد الله أن كعب الأحبار قال لعمر بن الخطاب إنا لنجد (يعني في التوراة) ويل لملك الأرض من ملك السماء فقال عمر إلا من حاسب نفسه فقال كعب والذي نفسه بيده إنها في التوراة لتابعتها فكبر عمر ثم خر ساجداً.
خوفه رضي الله عنه
أخرج ابن عساكر من حديث أنس بن مالك قال سمعت عمر بن الخطاب يوماً وخرجت معه حتى دخل حائطاً فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط أمير المؤمنين والله لتتقين الله أو ليعذبنك الله. وأخرج ابن المبارك وابن سعد عن عامر بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب أخذ تبنة من الأرض فقال يا ليتني كنت هذه التبنة ليتني لم أخلق