إنما الدنيا أمل محترم وأجل منتقض وبلاغ إلى دار غيرها وسير إلى الموت ليس فيه تعريج فرحم الله امرأ فكر في أمره ونصح لنفسه وراقب ربه واستقال ذنبه بئس الجار الغني يأخذك بما لا يعطيك من نفسه فإن أبيت لم يغدرك إياكم والبطنة فأنها مكسلة عن الصلاة ومفسدة للجسم ومؤدية إلى السقم وعليكم بالقصد في قوتكم فهوا بعد من السرف وأصح للبدن وأقوى على العبادة وإن العبد لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.
وأرسل إلى ابنه ينصحه فقال
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فإن من اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه ومن شكر له زاده ومن أقرضه جزاه فاجعل التقوى عماد قلبك وجلاء بصرك فأنه لا عمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لا حسبة له ولا جديد لمن لا خلق له.
وله من رسالة لأبي موسى الأشعري
يوصيه
قد بلغ أمير المؤمنين أنه فشا لك ولأهل بيتك هيئة في لباسك ومطعمك ومركبك ليس للمسلمين مثلها فإياك يا عبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة التي مرت بواد خصب فلم يكن لها همة إلا السمن وإنما حتفها في السمن وأعلم أن للعامل مرداً إلى الله فإذا زاغ العامل زغت رعيته وإن أشقى الناس من شقيت به رعيته والسلام.
وأرسل إلى معاوية
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فإني لم ألك في كتابي إليك ونفسي خيراً. إياك والاحتجاب وأذن للضعيف وأدنه حتى تبسط لسانه وتجرئ قلبه وتعهد القريب فإنه إذا طال حبسه وضاق أذنه ترك حقه وضعف قلبه وإنما ترك حقه من حبسه واحرص على الصلح بين الناس ما لم يستبن لك القضاء وإذا حضرك الخصمان بالبينة العادلة، والإيمان القاطعة، فامض الحكم. (لها بقية)