خطب عمر بن الخطاب الناس وهو خليفة وعليه إزار فيه اثنا عشر رقعة. وأخرج ابن المنذر وعبد بن حميد عن ابن عمران عمر رأى في يد جابر بن عبد الله درهماً فقال ما هذا الدرهم قال أريد أن أشتري لأهلي به لحماً قرموا إليه فقال أكلما اشتهيتم شيئاً اشتريتموه؟ أين تذهب عنكم هذه الآية {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا} وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الرحمن عن أبي ليلى قال قدم على عمر ناس من العراق فرأى كأنهم يأكلون تقذيراً فقال يا أهل العراق لو شئت يدهمق لي كما يدهمق لكم لفعلت ولكنا نستبقي من دنيانا نجده في آخرتنا أما سمعتم الله يقول لقوم {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} الآية وأخرج ابن أبي الدنيا والدينوري عن سفيان ابن عيينة كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب وهو على الكوفة يستأذنه في بناء بيت سكنه فوقع في كتابه (ابن ما يسترك من الشمس ويكنك من الغيث فإن الدنيا دار بلغة) وأخرج أبو نعيم في الحلية من حديث أنس بن مالك قال تقرقر بطن عمر وكان يأكل الزيت عام الرمادة وكان حرم عليه السمن فنقر بطنه بإصبعه وقال تقرقر تقرقرك إنه ليس لك عندنا غيره حتى يحي الناس.
شيء من خطبه ورسائله رضي الله عنه
صعد المنبر لما ولي فقال. ما كان الله ليراني إن أرى نفسي أهلاً لمجلس أبي بكر فنزل مرقاة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اقرأوا القرآن تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وترتبوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية. إنه لم يبلغ حق ذي حق أن يطاع في معصية الله إلا وأني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم إن استغنيت عففت وإن افتقرت أكلت بالمعروف.
وخطب خطبة فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه
يا أيها الناس إني قد وليت عليكم ولولا رجاء أن أكون خيركم لكم وأقواكم عليكم وأشدكم استضلاعاً بما ينوب عن مهم أموركم ما توليت ذلك منكم ولكفى عمر مهماً محزناً موافقة الحساب بأخذ حقوقكم كيف آخذها ووضعها أين أضعها وبالسير فيكم كيف أسير فربي المستعان فإن عمر أصبح لا يثق بقوة ولا حيلة إن لم يتداركه الله عز وجل برحمته وعونه وتأييده.