وشكلته وقيدته وهذا كتاب غفل كقولك دابة غفل إذ لم يكن موسوماً والسجل كتاب العهد وتقول أمليت الكتاب وأمللته واستملة إذا سأل الإملاء والزبور والرقيم الكتاب وزبرت ورقمت كتبت وقرمطت قاربت بين الحروف مأخوذ من القرمطة وهي دقة الكتابة وسحيت الكتاب سحياً إذا قلعت منه سحاية وهي القشرة تأخذها عن القرطاس وخزمته ثقبته وحزمته شددته ويقال تربت الكتاب وأتربته وتربته وختمته ومنونته وأرخته تاريخاً وهذه إضبارة من كتب أي حزمة منها وإضمامة والكراسة ما تكرست أوراقه وتلبدت واحدة الكراس والكراريس وهي الجزء من الصحيفة والمصحف سمي مصحفاً لأنه أصحف أي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدفتين وهما اللوحان اللذان يكتنفانه وله الغلاف وفيه العروتان والمحبرة والحبرية التي فيها الحبر وهو الزاج والرشق صوت القلم وحصرم القلم براه والمرقم كمنبر هو القلم ومثل ذلك بكثير في كتب اللغة والأدب مما يرشدك إلى أم الكتابة كانت منتشرة في العرب بدليل استعمال ما تقدم من الألفاظ الموضوعة لآلات الكتابة وما يتعلق بهذه الصناعة ولم يكن للعرب القرطاس المعهود اليوم بل كان عندهم كل ما يمكن أن يكتب عليه كالرق وربما كانوا يكتبون على العُسب والجريد وماشاكل ذلك وإنما حدث الكاغد (القرطاس) في زمن الملوك العباسية بإشارة الفضل بن يحيى زوكتب فيه رسائل السلطان وصكوكه واتخذه الناس من بعده صحفاً لمكتوباتهم العلمية والسلطانية وبلغت الإجادةة في صناعته ما شاءت كما بسطه ابن خلدون في مقدمته والله أعلم.