من يزعم أن أوروبا هي راقية وأن دين الإسلام يحول دون رقينا فقد ضلت في حتمه وساء سبيلاً علم الغربيون أن لا سبيل إلى رجوعنا عن مبدأنا القويم لينالوا مأربهم لأن نفوسنا إسلامية. تسابق إلى الفضيلة وتأبى الرذيلة فعمدوا إلى إنشاء مدارس لهدم هذا الأساس. وإطفاء هذا النور. (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) أن التلميذ العثماني إذا دخل مدارس الأجانب مزعماً لشروطها صار بعيداً عن مبدئه مبغضاً لدولته ووطنه. متفانياً في الميل إليه. لما يشربون في قلبه من حبه عاداتهم. حسبنا برهاناً على ذلك ما نشاهده من فساد أخلاق كثير من الشبان المتخرجين في هذه المدارس. فتراهم يقولون لا صلاة. ولا صيام. ولا حلال. ولا حرام ويفعلون ما يفعلون. إن أوضح دليل لكلامنا ما كتبته الصحف في شأن كلية بيروت أن تلك المدارس تزعم أنها تسعى في نشر المعارف خدمة للإنسانية حتى أنها ليست في بعض قرى دمشق مدارس ابتدائية تقبل فيها التلامذة الفقراء مجاناً وهي تجتهد الاجتهاد العظيم حباً في نفعنا. وسعياً وراء رقينا. . . أي فائدة تعود عليها من رقينا. أية مصلحة لها في نفعنا متى عاهدناهم يعملون لنا كلا والله انهم لا يؤسسوا هذه المدارس إلا أحيولة لنيل مقاصدهم. وشركاً يقع فيه الجهلاء من الناس.
نجاهر بهذا الحق الذي أمرنا الله أن نصدع به لا نخشى فيه سيطرة مستبدة. ولا استهزاء متلاعب. فإن زمن العدالة فسح لنا مجالاً لبيان (الحقائق) فلله جزيل الحمد وعظيم المنة فنسألك اللهم أن تهدي هذه الناشئة لما فيه صلاحها وتكشف عنها الغشاوة. ولا تجعلها محجوبة عن مشاهدة محاسن دينها القويم فتردي.
دمشق
(اعتذار)
بعد طبع ما تقدم من الرد على الفاضل شكري أفندي العسلي وردتنا رسالة من الغيور المدقق العلامة الشيخ راغب أفندي السادات في الرد أيضاً على ما كتبه في رؤية الهلال باقة نطاق المجلة عن نشرها فمعذرة من محبرها الكريم.
(شفيق بك المؤيد)
(مبعوث دمشق)
أبت شهامته وغيرته إلا أن يوآزر الحق. ويسعى في نشر العلم. فتبرع بعدة اشتراكات في