أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، اتركوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن فهي التي بدلت الأخلاق واحلتنا في الدرك الأسفل من التأخر كل من حاد عن مبدأ سعادته لابد أن تزل قدمه فإذا هو يقلب كفيه، يسعى فيهتدي إلى رقي، هذا ديننا أن نؤسس على أصول الحرية الطاهرة، يوجب علينا مساعدة الضعيف، يحبب إلينا المساواة والعدالة، يؤدبنا بأطر الأخلاق، يؤمرنا بالاتحاد والاعتصام بحبل الله تعالى ينشطنا إلى الحياة الراقية يقول لنا (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة، ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين) قل للأغنياء (اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله، انشئوا الشركات التجارية لتحي أمتكم، وتعمر أوطانكم وتقوي شوكتكم، ويكون فيه رقيكم. أن أوروبا ترسل لكم في كل يوم بضائع جديدة لتسلبكم ثروتكم، أنتم نيام، وغيركم يسعى بجد وأقدام، إذا لم يستغن عنهم وعن بضعاتهم ونعمل نحن لأنفسنا بأنفسنا لا نرقي، وقل لأولي الأمر تنهبوا فقط كاد ان يتسع الحذق، واعلموا أن خفض الرواتب، وإحالة من لا يصلح للخدمة على نظام التقاعد لا يغني فتيلاً إذا لم تطهروا الدوائر من جراثيم الرشوة والاستبداد، وقل للشعب العثماني توجه لتعزيز قوة الجيش المنظفر ليكون أتقن وأمنع جيش في العالم أمتثالاً لقول الله سبحانه (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) وقل للعامة أنه في حالاتكم اليوم عبرة وذكرى. ضاعت حياتكم ألم يأن لكم أن تخشع قلوبكم لذكر الله أين شهامتكم أين نزاهة وجدانكم أين طهارة أخلاقكم، والله لقد أفسدها حضروكم في مسرح رقص وملعب قمار، وساحة لهو،. ومحضر تمثيل (تياتروا) أمور تبعث الخواطر السيئة في النفس الإمارة بالسوء. وتميت العواطف الشريفة وتجلب المهالك. أحوال تنافي آداب دينكم القويم الذي لم يترك فضيلة ولا خلقاً كريماً إلا أرشدكم إليه. عمركم أجل من أن يضاع في مثل هذه السفاسف. عليكم بما يربي النفوس الكريمة ويحبب إليها الفضيلة. أقبلوا على محافل العلم. واجتمعوا على السحر في الأدب. ادرسوا أحوال دينكم وتمسكوا بها أنشئوا مدارس إسلامية تؤدب أطفالكم وتهذب نشأتكم تعلمهم الفضائل تباعدهم عن الرذائل. ترشدهم إلى حقيقة هذا الدين الذي تفجرت منه ينابيع المدنية ففاضت سلسبيلاً دين يغرس في النفوس الكرم والشجاعة. والعز والقناعة. ويهدي للتي هي أقوم وحين إذ تكون أرقى أمة في العالم كما كان سلفكم الطاهر.