قول الكاتب (إذا كنا لا نقول بالاجتهاد فعلينا أن نقلد الإمام الشافعي وأتباعه مثل الإمام السبكي ونسلم المراصد لعلماء المذهب الشافعي الخ) وقد علمت مما نقلناه لك من نصوص اتباع الإمام الشافعي وردهم على السبكي أن مذهب الشافعي في هذه المسئلة كمذهب غيره من الأئمة رضى الله عنهم، فكيف يدعو الكاتب الناس إلى تقليده، الخ.
ونختم هذا الرد بنقل العلامة السيد محمد عن السادة الحنابلة في كتاب الغاية وشرحها من باب صلاة الكسوف ما يؤيد ما ذكرناه أولاً من نصوص المذاهب الأربعة متفقة في هذه المسئلة على عدم اعتبار قول الحساب قال لا عبرة بقول المنجمين في كسوف ولا غيره مما يخبرون به. ولا يجوز عمل به لأنه من الرجم بالغيب فلا يجوز تصديقهم في شيء من المغيبات قم قال ابن عابدين رحمه الله أن كون مقدمات الحساب حسية غير مسلم بل هي عقلية أي غير مدركة بإحدى الحواس والعقلي لا يثبت بالتواتر لأنه مما يخطئ فيه الجمع الكثير كخطأ الفلاسفة في قدم العالم. هذا وأنا ننتقد على حضرة الكاتب رمي علماء الدين بالجمود في مسألة علمت أنهم تمسكوا فيها بصريح السنة شأنهم في عامة المسائل الشرعية وننصح له أن لا يعود لمثل ذلك تمسكاً بأدب المناظرة.
الجواب الأول
عن سؤال هل نرتقي. وبماذا نرتقي المدرج في العدد الثاني ص٦١
كيف لا يبلغ الإنسان أعلى ذروة الرقي. وقد أوجده أله عليم حكيم. منحه عقلاً يهتدى به، وأمره أن ينظر في أسرار هذا العالم الباهر، (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً، ثم أوجب عليه أن يسعى فيما تكون فيها سعادته ترى أناساً محافظين على ما خلقوا الأجله، محافظين على هذا المبدأ السعيد الذي لا قوم لهم بغيره، ساعين إلى ما فيه خيرهم، لم يمض عليهم غير قليل من الزمن فأذاهم في غاية من الرقي الذي لا ينال. تأبى نفوسهم أن تسام ضيما فهم أشداء على الأعداء رحماء بينهم كأنهم بنيان مرصوص، وماء عذب سائغ للشاربين (إلا أنهم هم الفائزون)، وترى آخرين قد أهملوا آدابهم وما خلقوا الأجله، وضيعوا مبداهم، فعمهم الجهل، وفسدت تربيتهم، ولعب بهم أولوا الأغراض، وتوانوا وكسلوا فتلاشى أمرهم، وأصبحوا (كسراب بقعية)(بل هباء منتوراً) أولئك في الأذلين قل للمصلحين إنما نرقي بالمحافظة على شعائر الدين والمبدأ الطاهر، لا تظلموا ولا تستبدوا