فليعلم أولئك الزعانف أن خروجهم على الشرائع ومخالفتهم لما جاءت به الأديان، وجشعهم وطمعهم وظلمهم وجورهم وتعصبهم وحقدهم وقساوة قلوبهم وسفكهم لدماء الأبرياء - لمما يوجب عليهم السخط والمقت من الإله القادر الحكيم وهو مما ينزع هذه القوة من أيديهم ويديل دولتهم ويجعل الدائرة عليهم. وهو أيضاً مما يوجب فرح الدولة وعامة رعاياها لأن بعد العسر اليسر وعقب الشدة الفرج. ولا بد أن ينتبه المسلمون من غفلتهم وينزعوا حب أوروبا من قلوبهم ويبرؤا إلى الله من الثقة بها ويعلموا أنه لاينفعهم إلا عملهم ولا يرفع ذكرهم إلا اجتهادهم ويجعل آمرهم ومأمورهم وحاكمهم ومحكومهم وغنيهم وفقيرهم وصغيرهم وكبيرهم نصب عينيه قول الله تعالى:(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) فيلبوا داعي الحكومة كلما دعاهم إلى مساعدتها ويعملوا يداً واحدة على معاضدتهم ومؤازرتها.
وفي الختام نكرر ما ذكرناه ونجهر بما قدمناه وهو أنه لا حياة لنا ما دمنا واثقين بأوروبا. فيجب أن ننزع ثقتنا بهم ونمتثل قول الله تعالى بإعداد ما استطعنا لهم من قوة وننبذ التفرنج في اللباس والمتاع والكلام وسائر الأعمال كبيرنا وصغيرنا وآمرنا ومأمورنا في ذلك سواء وحينئذ ينقلب شكل هيئتنا من شكل أوروبي إلى شكل إسلامي فنفلح وننجح ونتقدم ونربح ونعيد لبلادنا مجدها السابق وعزها الغابر. والله الفعال لما يختار.