الله عليه وسلم قال، إذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة وأخرج أبو يعلى بسند حسن ما ظهر في قوم الزنا والربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله. إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة المصرحة بقبح هذه الكبيرة، وعظم وزرها، وشدة عقابها، وما ينبعث عن فشوها من الأضرار العامة كظهور الفقر ونزول الذل والمسكنة بالأمة، وتلاشي الخير من بينها، وإحاطة الغضب والمقت الإلهي بها، والقضاء الأبدي على الأخلاق والفضيلة التي يبذل في صيانتها كل مرتخص وغال، ويستهان بالمحافظة عليها بالدماء والنفوس والأرواح هذا مع سريان الفساد في العائلات واختلاط الأنساب في القبائل وضياع الحقوق والمواريث وتولد الأمراض وتكاثرها خصوصاً منها المرض الزهري الشائع بين الزناة ذلك الداء الذي جعل يهدد الصحة العامة بالفتك والأجسام الصحيحة بالعلل (ولعذاب الآخرة أشد) وماذا نجيب عما بلغنا عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحاديث المار ذكرها وهل تقليدنا لفسقة أوروبا أو رحمتنا لعدد لا يتجاوز العشرة من العاهرات يكون جواباً منجياً لنا من عذا الله تعالى؟ هذا ما نحب أن نسئل عنه أولئك الذين يتوهمون بأنهم بإعادة (المرقص) لدمشق يحسنون صنعاً ويفعلون خيراً، وأنه لا غاية لهم إلا حفظ الصحة العامة وصيانة الأعراض وأنهم في خدمتهم هذه أرادوا تخليص الوطن مما هو فيه. فهم يصرفون الأوقات ويكررون الجلسات ويديمون المذكرات في انتقاء محل مناسب لأولئك المومسات. وليت شعري هل تخليص الوطن يكون بمعصية الله وبما يوجب مقته وسخطه؟ هل تخليص الوطن يكون بما يوجب عليه الخزي الدائم والعار الأبدي؟ هل صيانة الأعراض تكون بإباحتها بالطريق الرسمي بحيث لا يخشى مرتكبها لوم لائم ولا سيطرة مسيطر؟ هل صيانة الأعراض تكون بتسهيل أسباب الفحش؟ هل صيانة الأعراض تكون بإعداد محل رسمي للمومسات؟ هل صيانة الأعراض تكون بما حرمته الشرائع الديانات؟ هل صيانة الأعراض تكون بعرضها للبيع كالسلع في الأسواق؟ هل صيانة الأعراض تكون بإباحتها للعبد والحر والجهول والسفيه؟ هل حفظ الصحة العامة يكون ببذر بذور الوباء (الداء الزهري) فيما بين الناس؟ هل حفظ الصحة العامة يكون بإباحة الزنا بمن لا يحترسن من التطهر من دم الحيض والأقذار؟ هل حفظ الصحة العامة يكون بإتيان فرج هو مورد لكل خبيث وشيطان؟ هل قطع الأوقات وتكرار الجلسات ودوام المذكرات لانتقاء محل لهن مع ما ينضم إلى ذلك من