الله كذاباً والبخاري رأيت الليلة رجلين أتيانب فقالا لي رأيت يشق شدقيه فكذاب يكذب الكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به ذلك يوم القيمة والشيخان آية المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وزاد مسلم في رواية وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم قال بعضهم:
لي حيلة فيمن ينم ... وليس في الكذاب حيلة
من كان يخلق ما يقو ... ل فحيلتي فيه قليلة
فليتأمل (قوله وهذا الوجه يقتضي الخ) قلت هذا نظير ما قبله من الاختلاق حيث أننا لم نعلل القيام المذكور بقدوم روحه كما مر تزييفه ولا بنفس الولادة كما غالط به ههنا بل عللناه بأنه قد صار في هذه الأزمان من شعار التعظيم الذي يعد تركه تهاوناً بل استخفافاً به ورغبة عنه حتى صار التعظيم المذكور بهذه القيود واجباً فيكون القيام واجباً حينئذ لذلك كما أوضحناه سابقاً في الرسالة المتقدم ذكرها فاحفظه (قوله فهذه الإعادة للولادة الخ) قلت من وقف على هذه الكلمات المنتحلة أيضاً وجدها كلها حماقات ومكابرات بلا برهان كما مر بل هي خارجة عن دين الإسلام محرمة فيه يجب على كل مسلم قادر على إنكارها وإزالة شبهها بالقلم والبيان واليد واللسان ليكون من جملة المرادين بقوله صلى الله عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلق عدو له ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وكما قال وذلك من أعظم ما أوجبه الله تعالى من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة واضحة تدحض دعوى مثل هذا الأحمق الأخرق الذي لم ينسج ناسج على مثاله ولم يسلك سالك على منهاجه وهو كأمثاله ممن أعمى الله قلبه حتى رأى الظلمة نوراً والنور ظلمة قال الله تعالى: (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم الآية).
وقد شبه هذا الأحمق فعل الإسلام عند اجتماعهم لتلاوة قصة مولد نبيهم صلى الله عليه وسلم من الأعمال الصالحة بفعل المجوس يوم اجتماعهم لمثل ولادة آلهم من المكفرات كما سلف ولنذكر هنا على سبيل الاختصار كلاً من المولدين وما يفعل فيهما ليتبين للقارئ الفرق بين الفعلين ويظهر البون البعيد بين الاجتماعين أما فعل المجوس فكما تقدم من إتيانهم بامرأة حامل حيلة فتضع صورة ولد فيؤخذ من تحتها ويرقص له الخ هذا هو فعلهم