ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم عموم الدعوة للناس كافة عربهم وعجمهم أسودهم وأحمرهم قال تعالى:(وما أرسلناك لا كافة للناس بشيراً أو نذيراً) أخرج البخاري عن جابر الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة.
ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه بعث رحمة للعالمين حتى للكفار بتأخير العذاب ولم يعاجلوا بالعقوبة كسائر الأمم المكذبة قال تعالى:(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) قال ابن عباس رحمة للبر والفاجر لأن كل نبي إذا كذب أهلك الله من كذبه وأما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أُخر من كذبه إلى الموت والقيامة وأما من صدقه فله الرحمة في الدنيا والآخرة بدليل (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المخرج عند الدرامي والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه إنما أنا رحمة مهداة وفي الشفاء قال عليه الصلاة والسلام لجبريل هل أصابك من هذه الرحمة شيء فقال نعم كنت أخشى العاقبة أي سوء العاقبة فأمنت لثناء الله تعالى علي في كتابه بقوله (ذي قوة عند ذي العرش مكين (مطاع ثم أمين).
ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه أكثر الأنبياء تابعاً يوم القيامة لحديث مسلم عن أنس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم أنا أكثر الأنبياء تابعاً يوم القيام.
ومما خص به صلى الله عليه وسلم أنه أوتي جوامع الكلم أي جمعت له المعاني الكثيرة الجليلة تحت الألفاظ اليسيرة أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بجوامع الكلم.
وقد جمع الناس من جوامع كلمه الموجز البديع الذي لم يسبق نظيره من ذلك قوله صلة الله عليه وسلم لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين وقوله المرء مع من أحب وقوله صلى الله عليه وسلم المرء كثير بأخيه وقوله صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن وقوله صلى الله عليه وسلم البلاء موكل بالمنطق وقوله صلى الله عليه وسلم من غش فليس منا وفي رواية من غشنا فليس منا قوله المجالس