وإذا فرضنا قيام الخدم مقامها فالنفقات التي يستلزمها استخدامهم تستغرق ما تكتسبه المرأة بالعمل خارج بيتها ومهما بلغ ارتقاء الجنس البشري في الاكتشاف والاختراع فإنه لا يقوى على قلب نظام الاجتماع وهذا النظام يقضي على الأم أن تربي طفلها بحيث لا يخرج من دائرة عنايتها وأن يكون هو أهم مشاغلها مع تدبير بيتها وليس ذلك بالشيء اليسير إن القيام بشؤون العائلة لا يقل أهمية عن أعظم عمل من أعمال الرجال في التجارة أو السياسة أو الصناعة أو غيرها.
هذه شهادة رجل مسيحي لا يرى الحجاب ديناً ولا يقول أنه مأمور به في الشرائع السماوية ولكن يقول به لما رأى من مفاسد رفعه من هتك الأعراض واختلاط الأنساب وكثرة اللقطاء وقلة النسل مما شاهده بنفسه وسمعه بأذنه من غير تأثر بعقيدة سالفة أو دين التزم أحكامه وهي شهادة ينبغي أن تكون مجناً أمام أولئك الحمقى الذين يدعون أن حرية المرأة وتبرجها هو هو مفتاح الرقي ومنهاج السعادة إلى آخر ما يهزؤن به.
بصرنا الله بأسرار دينه وعصمنا من نزعات المفسدين وكيد المتفرنجين إنه سميع الدعاء جزيل العطاء.