وأمرائنا وتجارنا وقرائنا أدوا ما عليهم من هذا الفرض وهل برأت ذمتهم من فرضية تعلمه؟ وما نظن أن أحد يرتاب في الجواب السلبي الذي ينشأ عنه ثبوت المعصية والإثم لا محالة.
إن معرفة ما يقع للإنسان في صلاته بقدر ما يؤدي به فرض الصلاة من الطهارة وأحكامها والمياه وسائر شروط الصلاة وأركانها فرض عين على كل مسلم ومسلمة ولا عذر في ذلك لأحد فهل قمنا بأداء هذا الواجب وهل كل من قام وقعد وفعل أفعال المصلين تصح صلاته ويكون مؤدياً فريضة ربه؟
كلا بل لا بد للعمل من العلم فمن من مصل ليس له من صلاته إلا التعب؟ وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع؟ وكم من ملب يقول لبيك لبيك والملك لا يقول له لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك وما ذلك إلا لبطلان هذا العمل وعدم موافقته للشريعة الغراء. ألهي الأغنياء أموالهم والموظفين وظائفهم والمحترفين حرفهم والمنهمكين بالدنيا دنياهم عن تعلم ما جاء به شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل يصلون ويصومون بحسب العادة لا علم ولا تعليم ولا فهم لشيء من أسرار الدين.
كل منا يعامل الناي بالبيع والابتياع بل لا يمكن أن ينفك الإنسان عن أن يستأجر أو يستأجر أو يودع أو يودع عنده أو يعير أو يستعير أو يحيل أو يحال عليه أو يزوج أو يزوج أو يوكل أو يكل أو يقرض أو يستقرض أو يطلق أو يشارك أو يشهد أو غير ذلك وفي كل هذا يفترض عليه العلم للتحرز عن تناول الحرام في كل ما يأتي به ويعمله حتى لا يعقد عقداً فاسداً ولا يقدم على أمر غير مشروع افترى أن التاجر عرف البيع الفاسد والصحيح وعرف الربا وأنواعه التي لا يكاد يسلم منها أثناء بيعه وشرائه أم ترى أن الزارع عرف شروط المزارعة والمساقاة والمحيل عرف شريط الحوالة وأرباب الشركات أسسوا شركاتهم على منهاج سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ اللهم أكثر ذلك لم يكن إذا فما هذا العلم الذي يدعون إليه.
قد يقولون إنما ندعوكم إلى العلم الذي يرقي أوطانكم ويحسن صناعتكم ويعلي شأن تجارتكم ألا وهو العلم العصري المفيد كالجغرافيا والطبيعية والكيمياء والفلك وسائر الفنون المستحدثة التي فاق بها الغربيون وتقدموا بسببها أشواطاً عديدة فعلت كلمتهم وتقدمت