والشرف فينا. هل برئنا؟ هل برئنا؟ إلى آخر ما هناك من المعائب والرذائل التي لو تخلينا عنها لكنا أول الأمم وفي مقدمة العالم.
فما بالنا إذاً نعرض عن جميع هذا ولا نتعلم ما يجب علينا تعلمه منها، أفيصح شيء من العلم لمن يقرأ الجبر والهندسة ويدرس بعض اللغات الأجنبية عارياً عن محاسن الأخلاق ومقصراً في تعلم ما تصح به صلاته وصيامه وسائر أعماله؟ ايلام بعد هذا إن كانت في يده شهادة (بكالوريا) إن مالت نفسه إلى الزنا أو شرب المسكرات؟ أيلام إذا حببت إليه الوظيفة فوشى بفلان وكتب بشأن فلان؟ أيلام إذا طمحت نفسه إلى المال وجمعه فباع في سبيل الحصول عليه بلاده بل وطنه وأمته؟ أيلام إذا غدر؟ أيلام إذا فجر؟ الخ الخ نحن بأشد الحاجة إلى درس علم الأخلاق والاختبار فيه علمياً وعملياً حتى نأمن شرور نفوسنا ولا نقع في سيئات أعمالنا إلى علم الدين والأخلاق فليدعوا الداعون وإلى ما يهذب النفوس فينزع منها شهواتها فلينادي المنادون وإلى تعلم ما يدفع عنا الذل والإهانة وكيد الأعداء فليستصرخ المستصرخون وعسى أن تقع كلمتنا هذه موقع القبول، وتحل محل الإجابة ولله في عباده شؤون.