السكوت في حال السير مع الجنازة فلا يرفع صوت بقراءة ولا ذكر ولا غير ذلك والحكمة فيه أن هذه الحالة أسكن لخاطره وأجمع لفكره فيما يتعلق بالجنازة وهو المطلوب في هذا الحال ولا تغتر بكثرة من يخالفه قال صلى الله عليه وسلم إن الله يحب الصمت عند ثلاث تلاوة القرآن وعند الزحف وعند الجنازة وإليك بعض ما قاله الأئمة رضي الله عنهم في لزوم الصمت وراء الجنازة والاتعاظ والتدبر، قال في الدر المختار للسادة الحنفية وكره في الجنازة رفع الصوت بذكر أو قراءة أهـ قال محشية العلامة ابن عابدين رحمه الله قوله وكره الخ قيل تحريماً وقيل تنزيهاً كما في البحر عن الغاية وفيه عنها وينبغي لمن تبع الجنازة أن يطيل الصمت وفيه عن الظهيرية فإن أراد أن يذكر الله تعالى يذكره في نفسه وعن إبراهيم أنه كان يكره أن يقول الرجل وهو يمشي معها استغفروا له غفر اله لكم أه قلت وإذا كان هذا في الدعاء والذكر فما ظنك بالغناء الحادث في هذا الزمان أه كلام العلامة ابن عابدين وقال العلامة ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل ما ملخصه وليحذر من هذه البدعة التي يفعلها أكثر الناس ثم العجب من أهل الميت كيف يأتون بالفقراء للذكر على الجنازة للتبرك بهم وهم عنه بمعزل لأنهم يبدلون لفظ الذكر بكونهم يجعلون موضع الهمزة ياء وبعضهم ينقطع نفسه عند آخر قوله لا إله ثم يجد أصحابه قد سبقوه بالإيجاب فيعيد النفي معهم في المرة الثانية وذلك ليس بذكر يؤدب فاعله ويزجر لقبح ما أتى به من التغيير للذكر الشرعي وإذا كان كذاك فأين البركة التي حصلت بحضورهم على أنهم لو أتوا بالذكر على وجهه لمنع فعله للحدث في الدين لأأنه لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين إلى أن قال وهذا ما شاكله ضد ما كانت عليه جنائز السلف رضي الله عنهم لأن جنائزهم كانت على التزام الأدب والسكون والخضوع والخشوع والتضرع حتى أن صاحب المصيبة لا يعرف من بينهم لكثرة حزن الجميع وما أخذهم من القلق والانزعاج بسبب الفكرة فيما هم إليه صائرون وعليه قادمون حتى لقد كان بعضهم يريد أن يلقى صاحبه لضرورات تقع عنده فيلقاه في الجنازة فلا يزيد على السلام الشرعي شيئاً لشغل كل منهما بما تقدم ذكره وبعضهم لا يقدر أن يأخذ الغذاء تلك الليلة لشدة ما أصابه من الجزع كما قال الحسن البصري رضي الله عنه ميت غد يشيع ميت اليوم وانظر رحمنا الله تعالى وإياك إلى قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لمن