للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال في الجنازة استغفروا لأخيكم فقال لا غفر الله لك فإذا كان هذا حالهم في تحفظهم في رفع الصوت بمثل هذا اللفظ فما بالك بما يفعلونه مما تقدم ذكره فأين الحال من الحال فإنا لله وإنا إليه راجعون فالسعيد في نبذ هذه العوائد المبتدعة وشد يده على اتباع السلف فهم القوم لا يشقى من اتبعهم ولا من أحبهم (إن المحب لمن يحب مطيع) أ. هـ كلام صاحب المدخل وكذلك الحكم عند السادة الحنابلة قال في الدليل وشرحه (ويكره القيام لها ورفع الصوت) والصيحة (معها ولو بالذكر والقرآن) بل يسن الذكر والقرآن سراً ويسن لمتبعها أن يكون متخشعاً متفكراً في مآله متعظاً بالموت وبما يصير إليه الميت وقول القائل مع الجنازة استغفروا له ونحوه بدعة عند أحمد وكرهه. وحرمه أبو حفص أ. هـ وكذلك الحكم عند السادة الشافعية وإليك ما نقل عن الرملي وغيره من أكابر السادة الشافعية في حواشي المنهج ونصها. المختار والصواب ما كان عليه السلف من السكوت في حال السير مع الجنازة فلا يرفع صوت بقراءة أو ولا ذكر ولا غيرهما بلب يشتغل بالتفكر في الموت وما بعده وفناء الدنيا وأن هذا آخرها ومن أراد الاشتغال بالقراءة والذكر فليكن سراً وما يفعله جهلة القراء من القراءة بالتمطيط وإخراج الكلام عن موضوعه فحرام يجب إنكاره والمنع منه ومن تمكن من منعه ولم يمنعه فسق أ. هـ وأما من قال بأن عدم الاتيان بما يفعله الناس اليوم يعد إزراء بالميت وأهله فلا وجه له بعد ما سمعت من النصوص وهل يجنح عاقل إلى ترك السنة ومخالفة الصحب الكرام نظراً لهذه العادة السيئة ومتى كانت تقدم البدع على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف وقد عد شيخ الإسلام العلائي في قواعده ترك السنة من الكبائر كما نقله عنه القدوة ابن حجر في الزواجر.

وتستحب التعزية وهي تصبير صاحب الميت بذكر ما يسليه ويحفف حزنه ويهون عليه مصيبته ورد عنه عليه الصلاة والسلام ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة ومدتها من موته إلى ثلاثة أيام وتكره بعد مضي ثلاثة أيام إلا إذا كان صاحب المصيبة غائباً واتفق رجوعه بعد الثلاثة وهي مستحبة قبل الدفن وبعده ولكن بعده أفضل لشغلهم قبله بتجهيزه ويستحب أن يعم بالتعزية جميع أهل الميت وأقاربه الكبار والصغار والرجال والنساء إلا أن تكون امرأة شابة فلا يعزيها إلا محارمها ويكره تنزيهاً الجلوس للتعزية بأن يجتمع أهل الميت في بيت ليقصدهم من أراد التعزية بل

<<  <  ج: ص:  >  >>