الزوج المسكين داهية دهماء لا يمكن دفعها وبلية نازلة لا يستطاع رفعها، فيضيع الحرث والنسل ويذهب عمرهما سدى.
هذه هي السعادة التي بذل في سبيلها الأموال الكثيرة ودكت للإنفاق عليها أركان الثروات الطائلة سببت هذه النتائج الوخيمة.
ولو فحصتها لوجدتها ظلاً زائلاً وسروراً باطلاً أن معظم الملابس التي أخذت لتتجمل بها العروس لا تلبث الأعشية أوضحاها حتى يذهب رونقها وتتمزق وتبقى عديمة النفع. قف هنا متأسفاً متحسراً على هذه الموال والثروات وعلى هذين العروسين وأبويهما ولا تلمهما بنبت شفة لأن لديهما العذر المقبول الذي قد علمته تمكنت فينا هذه العادات الخسيسة ببركة ساداتنا وكبرائنا ونحن على آثارهم متقدرون.
نتحمل هذا كله ولا نبالي وترى الواحد منا لو اقترح عليه أن يتكرم بشيء من ماله إعانة لمشروعي خيري أو لمنفعة عمومية لبخل واستغنى واعرض ونأى أولي الحكم أيها الأخوان لو عقلتم ضرر هذا كله وأتفقتم على عدم إتلاف هذه الأموال وارتكاب هذه المنكرات واستعوضتم عن صرفها بمثل هذه السفاسف الدنيئة بصرفها في أمور نافعة تعود على وطنكم وأبنائه بالخير العميم، والنجاح الدائم.
ويا حبذا لو تتألف جمعية اقتصادية تقوم بنصح وتذكير من يريد إجراء مثل هذه العادات فتبين له ضررها وترشيده لفعل ما هو المحمود بنظر العقلاء وانه لا اعتبار لذم الاراذل الحمقاء ولنا عودة إلى هذا الموضوع عند سنوح الفرصة إن شاء الله تعالى.