نصحك أو اعتذاراك بما هذا معناه. أن عادات أمثالنا هكذا ولا محيد عن اتباع العادات مخافة أن يتكلم الناس علينا أو ان نسائنا عليهن مثل ذلك لأمثالهن فلا يرضين بغيره. أن أكثر من يريد إجراء هذه السنة لا يقصد منها مقاصدها الشرعية بل يقصد الفخفخة والجعجعة وجلب السعادة (الجهاز) فتراه لا يؤم في خطبته إلا من اشتهر بمحبة ما ذكر ولو كان في ذلك حتفه.
بعد إجراء العقد يسعى كل من الأبوين فيما يطلب منه. . أما أبو الزوج فتراه أن كان دار ضيقة يسعى في توسيعها وتزيين محالها أو الانتقال لأوسع منها بطريق الشراء أو الاستئجار ثم يتغالى بعد في جلب المفروشات والملبوسات وأنواع المجوهرات يقصد بذلك الفوز على أهل عروسه وإظهار الغنى الواسع.
حتى أنك لو ذهبت إلى داره ونظرت زخرفة متاعه وأثاثه لقلت هذا من الأكاسرة او القياصرة أو رب الثروات العظام ولكن وياللأسف يفعل هذا وهو في تجارته أو زراعته ضيق اليد ضعيف الساعد يتقلب على جمر الغضا ويشكو ألم الضيق. وقد يلجئه الأمر لأن يجسر على صرف أموال الناس ولو عاش باقي حياته كئيباً. وأما أبو الزوجة فيسلم زمام الأمر لناقصات العقل والدين. فتراهن يحملنه على إنفاق ثروته والاستدانة فوقها في سبيل شراء ملبوسات ومفروشات وغير ذلك لأجل تجهيز هذه العروس الكريمة ولا يرضيهن ولو أنفق ما في الأرض جميعاً. بعد وصول هذه السعادة (الجهاز) لدار الزوج الذي سعد بها بعد شقاء أبيه وحميه.
يحتفل بمراسم العرس. ومن المؤكد الذي لا يمكن تركه إحضار المغنيات المتهتكات الراقصات. . لدار الزوج ليلة حفلة العريسين وصرف الأموال بغير مصرفها الشرعي بدعوى التخلص من العار ولو تأمل العاقل لوجد أن أعظم العار في ارتكاب المنكرات. وترك المأمورات. وتبذير الموال في سبيل التقرب من الشيطان وحزبه.
تنهض العروس صبحة هذه الليلة متعجرفة متكبرة ترنو بهذه النفائس الجهاز وما والاه لما تعلم بأنها معدة لأجلها فتتيه عجباً وتعثو استكباراً وتلهو عن أنها مخطوبة لهذا الزوج لتسكن إليه ويسكن إليها ويقضيان الدهر بالتعاون على صرف حوادثه ومدافعه صدماته لكن لا تلبث إلا قليلاً حتى ينقلب الحال. ويقع بينهما الشجناء والبغضاء. وتكون على هذا