سر بهذا النبأ كل غيور على مصلحة هذه الأمة العثمانية محب لرقيها عالم بما جر على الأمة والبلاد من الأجن والمحن إثارة الخلاف باسم العنصرية. وجهل الحكام بلغة المحكومين وما تسبب عن الثاني من فقد الأنفس وضياع الأموال وهذه من الخطوات السريعة الخطيرة في تقدم هذه المملكة وتدرجها في مدارج الحضارة والعمران إن شاء الله.
لم يمض على صدور هذه الإرادة بضعة أيام حتى شوهد استعمال العربية في دوائر العدلية وبات الناس يتوقعون خيراً كثيراً وأمن المتخاصمون من التلاعب بإفاداتهم وتقاريرهم وكثيراً ما ضاعت حقوق بسبب جهل الحكام بلغة المحكومين وجهل المترجمين أو تعمدهم التحريف.
فنشكر للحكومة تلبية نداء العرب المخلصين لعرش الخلافة ونرجو أن تكون هذه البشرى مقدمة لأعمال كثيرة من نوعها يحصل بها الائتلاف التام بين الشعب والحكومة حتى يكف المشاغبون عن غلوائهم وسوء ظنهم بالحكومة ورغبتها بالإصلاح فإن اطمئنان الشعب من حسن نية الحكومة وتعلق قلوب الأمة بها خير ما يساعدها على نهوضها من كبوتها وسيرها في مضمار الترقي والفلاح.