للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سيكون كله قريباً بيد أهاليها فأرمينيا والكردستان وبلاد العرب والأناضول كل تلك البقاع ستسقل بتدبير سياستها الداخلية تدبيراً قطعياً غائياً لا يتوقف على الحكومة المركزية في شيء.

فإذا بديء بالانتخابات وتألفت المجالس المحلية التي نص عليها القانون انتقلت السياسة الداخلية من الحكومة المركزية إلى أهالي الولايات فإذا لم تنتظم إذ ذاك شؤون الولايات وأمرها بيدها فما هي إذاً جريرة الحكومة العثمانية وهل يجوز أن يقال بعد أن تقرر قانون الولايات أنه لا فرق بين الحكم في المستقبل والحكم في الماضي؟ اللهم إن الأمر واضح جلي ولكن التعصب المسيحي المرذول قد أعمى بصر التيمس التي ستجر من ورائها قطاراً من مقلديها السياسييين لا منتهى لامتداده.

ومن غريب أمر التيمس أنها خاضت في أمر مظهر بك والي كوسوفو قبل الثورة الألبانية سنة ١٩١٠ وهو اليوم الوالي الجديد لتبليس ثم وعدت أن تعيينه لا يغني فتيلاً مع أن الرجل معروف بالذكاء مشهود له بالكفاءة الإدارية والقدرة السياسية ولا عجب فإن التيمس تعلم علم اليقين ما يدبر هناك من المكايد وما صممن عليه الجمعية الأرمنية في أنجلترا وأمريقا من المفاسد والشرور. تعلم ذلك جريدة التيمس جد العلم فهي فيما قررت من توقع فشل التدبير والنظام اللذين يراد تطبيقهما في أرمينيا لم تكن هارفة بما لا تعرف أو منبئة بما لا تعلم ولكنها تذكر لنا نتيجة هي أعلم بمقدماتها الموضوعة وخططها المرسومة.

<<  <  ج: ص:  >  >>