المعجمة وسنذكره أنه مذكور في (ش ن د) مع أن هذه المادة لا وجود لها في الكتابين ولا في كتب اللغة التي بأيدينا ولكن الذي ذكره الإمام السيوطي في مختصر النهاية عن الكلام على (سند) أن الرواية الأخرى في الحديث (يشتددن) أي من الشد بمعنى افسراع في المشي. وبمراجعة باب الشين من النهاية وجدنا فيه ما نصه.
وفي حديث أحد حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل أي يعدون هكذا جاءت اللفظة في كتاب الحميدي. والذي جاء في كتاب البخاري يشتدن هكذا جاء بدال واحدة والذي جاء بغيرهما يسندن بالسين المهملة والنون أي يصعدن فيه فإن صحت الكلمة على ما في البخاري وكثيراً ما يجيء أمثالها في كتب الحديث وهو قبيح في العربية لأن الإدغام إنما جاز في الحرف المضعف لما سكن الأول وتحرك الثاني فأما مع جماعة النساء فإن التضعيف يظهر أن ما قبل نون النسوة لا يبكون إلا ساكناً فيلتقي ساكنان فيحرك الأول وينفك الإدغام فتقول يشتددن فيمكن تخريجه على لغة بعض العرب من بكر بن وائل يقولون ردتُ وردتَ وردن يريدون رددت ورددت ورددن قال الخليل كأنهم قدروا الإدغام قبل دخول التاء والنون فيكون لفظ الحديث يشتدن أ. هـ
وقد نقل صاحب اللسان هذه العبارة بنصها في مادة (ش د د صفحة ٢٢٠) إلا أن ضبط بعض الكلمات وقع مخالفاً لما فيها فضبطوا (يشتدن) في الموضعين هكذاب بإسكان الدال المخففة كما ضبطوا (ردت) وما بعده بالإسكان والتخفيف أيضاً والكلام في ذلك هو المقصود من كل ما تقدم فنقول:
المفهوم من عبارة ابن الأثير أن الدال في كل ذلك مشددة مفتوحة بدليل تصريحه بقبحه في العربية لاجتماع الإدغام مع ضمير الرفع المتحرك إلى آخر ما ذكر ولو كانت الدال ساكنة مخففة كما ضبطت في اللسان لكان الفعل على بابه مع الضمير ولم هناك وجه للاستقباح. وكأن المصحح اغتر بقوله (يشتدن هكذا بدال واحدة) فظنه نصاً على حذف إحدى الدالين ولم يفطن لما جاء بعده في العبارة فوقع في هذا الضبط.
ويعضد ما ذكرنا قول الإمام ابن مالك في التسهل: والإدغام قبل الضمير لغة وقول أبي حيان في شرحه قوله لغة هي لغة ناس من بكر بن وائل يقولون ردن ومرن وردت وهذه لغة ضعيفة كأنهم قدروا الإدغام قبل دخول النون والتاء فأبقوا اللفظ على حاله عندما دخلتا