بطيء عن الجلى سريع إلى الخنا ... ذليلٌ بأجماع الرجال ملهد
برفع هذه الصفات كلها والصواب جرها لأنها صفات لمجرور ذكر في بيت قبله وهو قوله:
ولا تجعليني كأمرئٍ ليس همخ ... كهمي ولا يغني عنائي ومشهدي
ولا معنى للرفع على القطع لأنه يؤدي إلى رفع القافية وقوافي القصيدة مجرورة إلا إذا اتبعنا النعت الأخير بعد قطع ما تقدمه ولا يخفى عدم جوازه على الصحيح على أن مثل هذا الاختلاف لو كان مروياً في البيت ما سكت عنه رواة المعلقات وشراحها وهم يتناولون بالنص ما هو أقرب منه.
وأوضح ألا تراهم كيف قالوا برفع يوم ونصبه وجره في قول امرئ القيس (ولا سيما يوم بدارة جلجل) على أنها روايات فيه ولم يقتصروا على ما تجوزه أحكام (سيما) أن أحكام العربية إنما بنيت في الأصل على ما نطق به العرب.
فإن قيل لو جرينا على ما ذكرتم في كل بيت يروى فذا لاحتجنا فيه إلى معرفة الرواية أو الوقوف على ما قبله أو بعده وهو ما يكاد مستحيلاً علينا في أغلب شواهد اللسان وغيرها قلنا نما نقول بذلك فيما عرف وجهه أما ما لم يعرف فلا حرج فيه متى احتملته قواعد العربية. وإنك لو تتبعت مواد اللسان لرأيت من تدقيقهم في مثل ما مر ما يقضي بالعجب ويحكم لك بصحة ما ذهبنا إليه فمنه ما روي لأبي ذئيب في مادة (ك ور ص ٤٧١).
ولا مشبًّ من الثيران أفرده ... عن كوره كثرة الإغراء والطرد
فإنه يصح فيه جر الطرد عطفاً على الإغراء ورفعه عطفاً على كثرة ولكن المصنف نقل عن ابن بري أنه خطأ من رواه بالجر لأن أول القصيدة:
تالله يبقى على الأيام مبتقل ... جون السراة رباع سنه غرد
وهو عين ما فعلناه في بيت طرفة ومنه ما روي في مادة (ش م خ)
ولثةٌ قد تثنت مشخمة
برفع لثة وقول المصنف نقلاً عن ابن أبي بري أيضاً أن صواب إنشاده ولثةٌ بالنصب لأن