للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بن العاص رضي الله عنهما. حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه أكثر من نجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ أبداً. قال العلماء رضي الله عنهم ولا يطرد عن الحوض إلا أقوام ظلموا أنفسهم بأن غيروا وبدلوا عهدهم الذي أخذه الله عليهم فالمرتد من المطرودين ومن أحدث في الدين ما لا يرضاه الله تعالى ومن خالف جماعة المسلمين كالخوارج والروافض والظلمة الجائرون والمعلن بالكبائر المستخف بالمعاصي وأهل الزيغ والبدع لكن المبدل بالارتداد مخلد في النار والمبدل بالمعاصي تحت المشيئة الإلهية.

أخذ العباد الصحف

ومن أحوال الآخرة أخد العباد الصحف والمراد من الصحف الكتب التي كتبت فيها الملائكة ما فعله العباد في الدنيا قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَاماً كَاتِبِينَ، يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}. وقال تعالى: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً، اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}. وبعد أن يتعلق كل كتاب بعنق صاحبه تناديهم الملائكة فتأخذها من أعناقهم وتعطيها لهم في أيديهم فالمؤمن يأخذ كتابه بيمينه والكافر يأخذه بشماله من وراء ظهره قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ، فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ، إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ، وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ، يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ}. وقال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً، وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ، فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً، وَيَصْلَى سَعِيراً}.

الحساب

ومن أحوال الآخرة الحساب وهو توقيف الله عباده قبل الانصراف من المحشر على أعمالهم خيراً كانت أو شراً قولاً أو فعلاً وهو من مجوزات العقل التي ورد الشرع فيها فيجب اعتقاده لثبوته بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى: {وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} وروى أصحاب السنن الأربعة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته وفي الصحيحين من حديث عائشة قال عليه الصلاة والسلام من نوقش الحساب عذب وروى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال

<<  <  ج: ص:  >  >>