حين أن بعض الأوروبيين نفسهم يصرح بأن لنا الحق في الاستيلاء على أدرنة وعدم الخروج منها وإليك تعريب ما جاء في جريدة لومانيتي الفرنسية بقلم مدير سياستها المسيو جوريس:
(لا يوجد في العالم من ينازع الجيش العثماني في دخوله مدينة كمدينة أدرنة يسود فيها العنصر العثماني أو بعبارة أخرى العنصر الإسلامي.
نعم إن دخول هذا الجيش في هذه المدينة لم يكون منتظراً إلا أنه طبيعي ولا ينبغي لنا أن ندهش منه وإلا فكيف يسوغ لنا أن نجرد العثمانيين من مدينة بهذا الوصف ونعطيها للبلغاريين الذين ثبت لدينا أنهم ارتكبوا أكبر المنكرات واقترفوا أعظم الفظائع.
إننا نتمنى أن لا يجني العثمانيون ما جناه البلغاريون وأن يقدروا ما منحهم به حسن الحظ وأن لا يدنسوا دخولهم عاصمة تراقية القديمة بمعاملة البلغاريين بمثل ما عاملوهم به انتقاماً منهم وأن لا يتقدموا إلى أوروبا التي غضبت بسبب ما بلغها من أنباء الفظائع التي روت البلقان بالدماء وأن يظهروا الضمانات الكافية على تسامحهم وحسن نيتهم فإنهم كلما أظهروا أنهم لا يميلون إلى الانتقام ثبتت أقدامهم في هذه المدينة التي احتلوها ثانية أنهم إذا عرفوا كيف يكونون معتدلين ومحببين للإنسانية فمن قلة الأدب نزع مدينة هي لهم من حيث الجنسية والدين لتسليمها من جديد إلى أمة البلغار التي أثبتت الصرب واليونان والرومان أنها سفاكة للدماء اهـ).
فليقابل القراء بين ما رآه هذا الأجنبي وما يراه ذلك الوطني وليقرأ قوله تعالى فإنه لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.