للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومؤذٍ١. ولم يلقب صاحب هذا النص "علهان" بلقب "ملك"، وإنما استعمل لفظة "مراهمو" "مرأهمو"، أي: أميرهم أو سيدهم، ويظهر لي في هذا الاستعمال أن هذا النص قد كتب قبل انتقال العرش إلى "علهان" من أبيه؛ ولهذا أغفل اللقب.

ووجد اسم "علهان نهفان" واسم ابنه "شعرم أوتر" في كتابة دوَّنها "حيوم يشعر" "حيو يشعر"، وأخوه "كعدان"؛ وذلك لمناسبة بنائهم أسوار بيتهم: "وترن" "وتران"، ولم يشر النص إلى هوية هذا البيت، أهو بيت للسكنى، أم بيت للعبادة اسمه "بيت وترن"، أي: معبد وترن، خصصوه بعبادة الإله "عثتر" الذي ذكر اسمه في آخر النص٢.

وتعد النصوص الموسومة بـ CIH٢ و CIH ٢٩٦ و CIH ٣٠٥ و CIH ٣١٢ من النصوص المدونة في أيام "علهان" حين كان قيلًا؛ ولذلك ورد فيها اسمه دون أن تلحق به جملة "ملك سبأ". أما النصوص الأخرى، فقد كتبت في الأيام التي نصب فيها نفسه ملكًا على سبأ, ولقب نفسه باللقب المذكور منافسًا ملك سبأ الحاكم في مأرب في حكمه، مدعيًا على الأقل أنه ملك مثله.

وليس في استطاعتنا التحدث عن الزمن الذي تلقب فيه "علهان نهفان" بلقب "ملك"؛ فلا ندري أكان قد لقب نفسه به حين وفاة والده مباشرة، أم بعد ذلك؟ فإذا كان الظن الأول, تكون الكتابات المذكورة قد دونت في أيام أبيه، وإذا كان الثاني تكون هذه الكتابات قد دونت في عهد لم يكن "علهان" تمكن فيه من حمل هذا اللقب لسبب لا نعرفه، قد يكون تخاصم الأسرة على الإرث، وقد يكون ضعف "علهان" في ذلك الوقت، وخوفه من ملك سبأ الذي كان أقوى منه.

ولا ندري كذلك متى أشرك "علهان" ابنه "شعرم أوتر" "شعر أوتر" معه في الحكم، إذ حصل المنقبون والسياح على كتابات سبئية لقب فيها "علهان" وابنه "شعرم أوتر" بلقب "ملك سبأ" و"ملكي سبا"٣.


١ المختصر "ص٢٦ وما بعدها".
Glaser, ١٦, Louvre ١٠, CIH ٢, IV, I, I, P.٧.
٢ نشر "ص٤٣ وما بعدها".
٣ CIH ١٥٥, CIH ٢٨٩, ٣٠٨, ٣٠٨ BIS, ٤٠١, ٦٩٣, REP. EPIG., ٤٢١٦, MAHRAM, P.٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>