للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حلفائه الحبشة لمحاربة ملكي سبأ, ولكن الإله "المقه" خيب ظنه، وخذله، ونصر الملكين: "ملكي سبأ وذي ريدان".

وقد ساعد "شمر ذي ريدان" واشترك معه في هذه الحرب عددٌ من القبائل منها: "سهرتن" "سهرتان"، و"ردمن" "ردمان"، و"خولن" "خولان"، و"مضحيم" "مضحي", وأرسل قوة لحماية مدينة "باسن" "بأسن" "بأس"، وهي من المدن الواقعة في جنوب غرب "وعلان". وقد تقدم السبئيون في اتجاه مدينة "ظلم" لمحاربة "شمر" ومجابهته، حتى انتصروا عليه في مدينة "ذمر" ذمار١.

وقد كان "شمر" من "ذي ريدان"، أي: من حمير، ويظهر أنه أراد مزاحمة "الشرح يحضب" وأخيه على العرش، أو أنه اختلف معهما؛ فوقعت الحرب بينهما، وتقدم "شمر" بقبائل "حمير" و"أولاد عم" "ولد عم" أي: قتبان والقبائل الأخرى، واصطدم بجيش السبئيين على نحو ما ورد في النص٢.

ويظهر أن "شمر ذي ريدان" اضطر بعد ذلك إلى الاتفاق مع "الشرح يحضب" وإلى الخضوع والاستسلام له، فانتهت بذلك معارضته له٣، وتولى قيادة جيشه في حربه مع حضرموت٤.

ويمكن تلخيص الوضع السياسي في عهد "الشرح يحضب" على هذا النحو: كان خصم "الشرح" ومنافسه على الملك في هذا العهد هو "شمر"، وهو من حمير، أي: سيد "ريدان" "ذ ريدن"، وعاصمته "ظفار". وقد استعان بالحبش، وطلب مساعدتهم على "الشرح يحضب"، فاضطر إلى الاستسلام له، ثم اشترك مع السبئيين في محاربة ملك حضرموت "العز" ... وكان يومئذ تحت حكم السبئيين. أما "شعرم أوتر" الهمداني، فكان من المؤيدين لـ"الشرح يحضب" وكان يحمل أيضًا لقب "ملك سبأ وذي ريدان"٥.

وفي هذا النص إشارة إلى تدخل الحبش في شئون العربية الجنوبية في هذا العهد،


١ BOASOOR., NUM. ١٤٥, "١٩٥٧", P.٢٩
٢ JAMME ٥٧٧, BOASOOR., NUM. ١٤٥, ١٩٥٧, P.٢٨
٣ CIH ٣١٤, GLASER ٤٢٤
٤ BEITRAGE, S. ٣٨
٥ BEITRAGE, S. ٣٤

<<  <  ج: ص:  >  >>