للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل مكروه وكل أذى وحسد الشانئين البعيدين والقريبين١. ويلاحظ ورود اسم "أحمد" و"يحمد" في هذا النص.

ويتحدث النص Jamme ٦١٢ عن حملة قام بها "إحمد يغنم" "أحمد يغنم"، وهو ابن "نشاي" "نشأى"، وكان من كبار ضباط "مقتوى" الملك "نشأكرب"، وبأنه أهدى لمعبد "بعل أوام"، المخصص بعبادة الإله "المقه" صنمًا من ذهب؛ لأنه من عليه وأفاض عليه بنعمه، وأيده في الحملة التي قادها مع أقيال "أقولن" وجيش الملك إلى أرض حضرموت، ولأنه أعاده سالمًا بريئًا "أتو ببريتم" معافًى بعد أن قتل رجلين، ولكي يزيد في نعمه عليه وتوفيقه له، وليبعد عنه أذى الشانئين٢.

والنص المذكور نص موجز، لم يذكر أسماء المواضع التي حارب فيها جيش "سبأ وذي ريدان" في حضرموت، ولا الأسباب التي أدت إلى إرساله إلى هناك. ويظهر من إيجازه هذا ومن عدم إشارته إلى عودته بغنائم وأسرى وأموال، أن الحملة المذكورة لم تكن حملة كبيرة, وإلا قادها الملك نفسه، فقد كان من عادة الملوك عندهم ترؤس الحملات الكبيرة، وإدارة الحروب بأنفسهم إذا كانت كبيرة، ولو رئاسة شكلية أو رمزية. وعدم إشارة هذا النص إلى وجود الملك مع رجال الحملة، يشير كما قلت إلى صغر حجمها، وإلى أن الغاية التي أرسلت من أجلها لم تكن ذات خطر، وقد تكون لمجرد تأديب قبائل من حضرموت تحرشت بسبأ أو عصت أمر ملك حضرموت, فأرسلها الملك "نشأكرب" لتأديب تلك القبائل الثائرة.

ونقرأ في النص: Jamme ٦١٦ خبر معارك اشترك فيها أصحاب النص، وهم من بني "سخيم" سادات "بيت ريمان". وكانوا أقيالا "أقول" على عشيرة "يرسم" من عشيرة "سمعي" التي تؤلف ثلث قبيلة "هجرم" "هجر"، كما كانوا من كبار ضباط الملك "نشأكرب"، أي: من درجة "مقتوى". وقد نشبت تلك المعارك من امتناع عدد من القبائل عن دفع ما استُحِقَّ عليها من ضرائب؛ مما حمل الملك على إرسال حملة عسكرية إليها، تمكنت من


١ JAMME ٦٢٣, MAMB ٢٣٨, MAHRAM, P.١٢٢
٢ JAMME ٦١٢, MAMB ٨٨, MAHRAM, P.١٠٩, LE MUSEON, ١٩٦٤, ٣-٤, P.٤٨١

<<  <  ج: ص:  >  >>