للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرومان بهم في جيوشهم، فاستخدموهم في حروبهم في شمال إفريقية. وقد عثر على كتابات أثبتت أنهم كانوا في جملة القوات الرومانية التي كانت في بريطانية١.

واشتهر التدمريون بفرسانهم كذلك، فقد ألف "أذينة" قوة من القوات الراكبة لمحاربة أعدائه، جهزها بأسلحة واقية من دروع ومن صفائح من المعدن يلبسها الفارس من أعلى رأسه إلى أسفل قدمه، فلا يستطيع عدوه أن يناله بأذى، كما درعت الخيل والجمال بصفائح الوقاية، على نحو ما كان يفعله الفرس في قوافلهم الراكبة في أثناء القتال. وقد اكتسبت هذه القوات شهرة واسعة في حروبها مع الفرس والرومان٢.

وكان أهل تدمر خليطًا من تجار ومزارعين. أما أطرافها وحواليها، فكانوا أعرابًا ورعاةً. وكانت مدينة يونانية ولكنها لم تكن مثل المدن الأخرى المتأثرة بالهيلينية في الشرق، ولم تخضع لنظام المدن اليونانية "Greek Polis"، وكانت خاضعة للرومان وبها حامية رومانية، ولكن خضوعها كان في الواقع صوريًّا، كما أن الحامية لم تكن شيئًا تجاه أهل المدينة والقبائل المحيطة بها. كانت المدينة بالرغم من الطابع الهليني –الروماني الذي يبدو عليها، مدينة شرقية، الحكم فيها في يد الأسر ذات السلطان في البلدة تحكمها في السلم والحرب. لقد خلقت الاضطرابات السياسية التي حدثت في الشرق لضعف الحكومات الكبرى وانحلالها وانقسامها إلى "ملوك طوائف" جماعة من الحكام السادات "Tyrannies" تزعموا القبائل أو المدن، وشاركوا الحكومات في الحكم. ومن هؤلاء الأسرة التي حكمت "تدمر". والأسرة التي حكمت "حمص" "Emesa"= "Hemesa"٣.

وكانت في تدمر جاليات يونانية ورومانية، أقامت فيها وفضلت السكنى فيها على المواضع الأخرى. أقامت بين أهل المدينة حتى صارت من سكان المدينة، كما كانت فيها جاليات يهودية نزحت إليها في زمن لا نستطيع تعيينه بالضبط، قد يكون قبل سقوط القدس في أيدي الرومان بأمد للاتجار، قامت بأعمال التبشير بين


١ Enc. Brit. ١٧, P.١٦٣, Cooke, Nsi, Pp.٢٥٠ ٣١٢, Lidzbarski, Ephemeris. Ii, S., ٩٢.
٢ Die Araber, Ii, S., ٢٥٩.
٣ Byrtus, Vol., Iii, I, ١٩٤٣, P.,٥٤, M. Rostovtzeff: Social And Economic History Of The Hellenistic World, Ch., Vi., Pp., ٨٤٢, ٨٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>