للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنساني بالحصول على الثراء السهل بالطبع. لذلك طمع فيها الطامعون من شرقيين وغربيين. طمع فيها أهل العراق، وطمع فيها الفرس، وطمع فيها اليونان والرومان والبيزنطيون. وكان أول طامع فيها وصل خبره إلينا من الفاتحين الأقوياء هو الملك "تغلت فلاصر" "تغلات بليزر" "Tiglath-Pilezer" الأول، تلاه جملة غزاة ورثوا الحكم والملك والتسلط في أرض الشرق الأدنى.

وإذا عرفنا أن "تغلت فلاصر الأول" "١١١٧-١٠٨٠ق. م."، كان قد استولى عليها، فإن ذلك ينفي ما ورد في أخبار اليهود من بناء سليمان لتلك المدينة على نحو ما ذكرت. فقد جاء حكم "سليمان" بعد حكم هذا الملك الآشوري بنحو قرن، وقد كانت المدينة قائمة قبل ذلك الملك بالطبع.

وقد صارت "تدمر" في جملة الأرضين التي أخضعها "الإسكندر" الكبير لحكمه. لحكم تلك الإمبراطورية التي أراد أن يكونها في ذلك العالم، ليوحد فيها الأجناس والأديان، وليقيم مملكة واحدة على هذه الأرض. ومن عهد الإسكندر ظهر اسم "تدمر" الأجنبي، أي "بالميرا" "Palmyra" بين اليونان واللاتين١.

ولما انقسمت دولة "الإسكندر" قسمين، صارت "تدمر" من نصيب "السلوقيين" على ما يظهر. ولكننا لا نعلم شيئًا عن عهد استيلائهم عليها، ولا عن مدة بقائهم فيها. وقد حاولت "تدمر" أن تقف موقف الحياد بين "الفرث" والرومان، وتمكنت من ذلك أمدًا، إذ كان من مصلحة الدولتين المتنافستين وجود محل منعزل محايد، كي يتمكن تجار الدولتين من الاتجار فيه ومن التسوق منه٢.

وقد قام أحد القادة السلوقيين ببناء حصن ليضم إليه الجنود المقدونيين في مدينة "تدمر". فعل ذلك سنة "٢٨٠" قبل الميلاد. ولعل هذا الحصن، هو واحد من سلسلة حصون أقامها السلوقيون في المواضع المهمة ذات المكانة الخطيرة من الوجهة السياسية والعسكرية والتجارية لحماية مصالحهم فيها٣.

ولا يعرف تأريخ خضوع تدمر للرومان معرفة أكيدة. وقد ورد في تأريخ "أفيفانوس" أن "مرقس أنطونيوس" القائد الروماني بعد أن حارب الملوك


١ Agnes Carr Vaughan, P.,٧, New York, ١٩٦٧.
وسيكون رمزه. Vaughan
٢ Vaughan, P., ٨.
٣ Freya Sterk: Rome On The Euphrates, P.,٢٤٢, New York, ١٩٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>