للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقيادة "زباي"، وهما من "آل سبتيميوس" أي من أقرباه أذينة، وحشد معهم بعض الكتائب الرومانية وفلول جند "والريانوس" وسار على رأس هذا الجيش قاصدًا المدائن للانتقام من "سابرو" الذي كان قد انشغل بغزو الأنحاء الشمالية، ولإنقاذ القيصر من الأسر١.

وفي أثناء زحف "أذينة" على المدائن، وصلته أنباء تغلب القائد الروماني "كاليستوس" على الفرس، وتشتت شملهم وهربهم، فغير اتجاهه وأسرع إليهم لملاقاتهم، وقد أدركهم قبل تمكنهم من عبور نهر الفرات، فالتحم بهم وتغلب عليهم، وولى "سابور" مع فلول جيشه مذعورًا تاركًا أمواله وحرمه غنيمة في أيدي التدمريين ولم يتمكن الفرس من عبور نهر الفرات إلا بعد تعب. ولما عبروه هنأ بعضهم بعضًا على السلامة والنجاح٢. أما أذينة، المنتصر الظافر، فكتب إلى "غاليانوس ابن والريانوس" "كاليانوس بن والريانوس" يخبره بهزيمة الفرس، وبإخلاصه للامبراطورية، ففرح القيصر بالطبع بخبر النصر فرحًا عظيمًا، وأنعم عليه بدرجة قائد عام على جميع عساكر المشرق "Dux Romanorum"، وحثه على مواصلة الحرب لإنقاذ "والريانوس" والده من الأسر٣.

وقد أشار المؤرخ "ملالا" "ملالس" إلى ملك دعاه "Enath"، ذكر أنه كان ملك العرب "السرسين" "Saracens" الأجلاف الغلاظ وحاكم "العربية" وحليف الرومان، وذكر أنه هاجم ملك الفرس "سابور" في أيام "والريانوس" وكان قد سار إلى حدود الامبراطورية الساسانية، وتوغل فيها وأوقع خسائر بالفرس٤. وقد قصد به الملك "أذينة" هذا الملك الذي نتحدث عنه.

ويظهر أن "أذينة" كان يتحبب إلى الرومان، فأنعموا عليه بالألقاب، ومن ذلك لقب "Vir Consularis" الذي كان يحمله في عام "٢٥٨" للميلاد. وقد منح قبل هذه السنة على ما يظهر. ولعل ضغطه المتزايد على الفرس هو


١ المشرق، السنة الأولى، الجزء ١٣، السنة ١٨٩٨م، "ص ٦٣٧ وما بعدها".
Oberdick, S., ٢٣, Wright, P.١١٨.
٢ المشرق، السنة الأولى، الجزء ١٣، السنة ١٨٩٨م، "ص ٦٣٧ وما بعدها". ويروى "بالستا"، Wright, P.١١٨, ١١٩, ١٢٠, Eberdick, S., ٢٣, ٢٤.
٣ المشرق، السنة الأولى، الجزء ١٣، "ص ٦٣٩"، ١٨٩٨م.
Wright, P.١٢٠, Ency. Brita., ٢٣, P.٩٤٤.
٤ Malalas, Xxiii, ٥, ٢, Musil, Palmyrena, P.٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>