للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي حملهم على ترك "دورا" "Dura" "Doura" ففسح بذلك المجال لعودة الحامية الرومانية إلى هذه المدينة، فرفع ذلك من شأنه في أعين الرومان١.

وتمكن "أذينة" من تحرير الجزيرة من الفرس، وفتح "نصيبين" "Nicibis" "Nisibis" و"حران" فاستقبل هو وجنوده استقبالًا عظيمًا. وكان الناس يذكرون بازدراء "غاليانوس" الذي تركهم فريسة للفرس٢. ثم سار بجيوشه إلى "طيسفون" "Ktesiphon"٣ "٢٦٤م"، فخاف "سابور" وأمر بجمع كل ما عنده من قوات للدفاع عن عاصمته، غير أنها لم تتمكن من وقف زحف التدمريين فوصل "أذينة" إلى "المدائن" وحاصرها، ونصب المجانيق وآلات الحصار لفتحها، وكاد "سابور" يلتمس منه الأمان لولا حدوث حادث أكره أذينة على ترك الحصار والتراجع، هو خروج "مكريانوس" "Macrianus" "Macrinus" القائد الذي كان السبب في وقوع "والريانوس" في الأسر على القيصر "غاليانوس" وتنصيبه نفسه قيصرًا على آسية الصغرى ومصر وفلسطين والشأم. فاضطر هذا الانقلاب "أذينة" إلى الرجوع إلى مدينته بسرعة، لاتخاذ موقف حاسم تجاه هذا الوضع السياسي الجديد٤.

لم يكن "أذينة مطمئنًّا إلى "مكريانوس" "Macrianus" "Macrinus" كان يكرهه ويخشى أن يستولي على ملكه إن تمكن واستأثر في الحكم، فقرر منازلته قبل منازلة "مكريانوس" له. وبينما كان يهم بالزحف على "حمص" "Emisa" "Emissa" جاء نبأ مقتل "مكريانوس"، فأعلن السوريون ولاءهم لأذينة وخروجهم على "كياثوس بن مكريانوس"، وساروا مع التدمريين لمحاصرة "كياثوس" في مدينة "حمص"، ولما اشتد الحصار على المدينة وطال، قتل


١ Berytus, Viii, Fascl., I, P.٥٦.
٢ المشرق، السنة الأولى، الجزء ١٣، سنة "١٨٩٨م" "ص ٦٤١".
Oberdick. S., ٢٥. Berytus, Vol., Viii, Fasc., I, ١٩٣٤, P.٣٤, Zosim, I, ٣٩, Trebell, Poll. Vaier, Vii, Rostovtzeff: Res Gestae Divi Saporis: Dura, By Michael, I.
٣ "طيسفون"، بفتح أوله وسكون ثانيه وسين مهملة وفاء وآخره نون، هي مدينة كسرى التي فيها الإيوان. البلدان "٦/ ٨٠".
٤ Syria, Xviii, ١٩٣٧, P.٢. Note Sur Herodien, Prince De Palmyre By Henri Seyric, Oberdick, S., ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>