للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسموه "الأنبار"، ثم سار "بختنصر" لمقاتلة العرب، فنظم "بختنصر" ما بين "أيلة" و"الأيلة" خيلًا ورجلًا. ثم دخلوا على العرب. وسار "بختنصر" بجيشه حتى التقى بموضع "ذات عرق" بعدنان فهزمه، وسار إلى بلاد العرب حتى قدم إلى "حضور" وقد اجتمع أكثر العرب من أقطار "عربة"، فخندق الفريقان، ثم تصالح "بختنصر" و"عدنان"، بعد أن أكلت السيوف العرب. وعاد "بختنصر" بمن أخذ معه من سبايا العرب فأسكنهم "الأنبار"، وذهب قوم ممن أفلت قبل الهزيمة إلى "ريسوب" وعليهم "عك"، وذهب الباقون إلى "وبار". ولما رجع "بختنصر"، مات "عدنان"، وبقيت بلاد العرب خرابًا حياة "بختنصر"، فلما مات "بختنصر" خرج "معد بن عدنان" ومعه الأنبياء أنبياء بني إسرائيل حتى أتى "مكة" فحج وحج الأنبياء معه، ثم خرج حتى أتى "ريسوب" فاستخرج أهلها، وقتل أكثر "جرهم"، ثم تزوج ابنة معانة، فولدت له نزار بن معد١.

فمؤسس الحيرة على رواية هؤلاء الأخباريين هو "بختنصر". وهو مؤسس "الأنبار" في نظرهم أيضًا. وقد كان ذلك في أيام عدنان.

وقد سبق لي أن تعرضت لهذه الرواية ولجذورها وأصولها في مواضع من الأجزاء المتقدمة من هذا الكتاب.

وفي بعض روايات الأخباريين أن "الأردوان" ملك النبط، وكان معاصرًا لـ "أردشير"، هو الذي بنى الحيرة. كما أن "بابا" خصم "الأردوان" هو الذي أنزل من أعانه من الأعراب "الأنبار". فالحيرة والأنبار إذن هما من عمل ملكين متخاصمين من ملوك النبط تخاصمًا في أيام أردشير. ولأهل اليمن، ويمثلهم "الهمداني"، رواية أخرى في بناء "الحيرة"، فهم يرجعون بناءها إلى "تبع"٢.

ويحدثنا "ابن الكلبي" بأن تبعًا المعروف بالرائد –وهو تبان أسعد أبو كرب ابن ملكي كرب تبع بن زيد بن عمرو بن تبع وهو ذو الأذعار بن أبرهة تبع ذي المنار بن الرائش بن قيس بن صيفي بن سبأ- لما سار في أيام "بشتاسب


١ الطبري "١/ ٢٩١ وما بعدها".
٢ البلدان "٣/ ٣٧٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>