للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقع أسيرًا، إلا أنه أفلت من الأسر ونجا بنفسه، فقال شعرًا يرثي به من قتل، منه:

ملوك من بني عمرو بن حجر ... يساقون العيشة يقتلونا

فلو في يوم معركة أصيبوا ... ولكن في ديار بني مرينا

ولم تغسل جماجمهم بغسل ... ولكن في الدماء مرملينا

فهو يتألم ويتأفف من سقوط قومه قتلى، لا في حرب ولا في معركة، ولكن في "ديار بني مرينا"، فأية مصيبة أعظم من هذه المصيبة؟ ملوك أحرار شجعان يقتلون في مثل هذه الديار.

وفي رواية أن الذين قتلوا من بني حجر آكل المرار في جفر الأملاك هم تسعة واستشهدت على ذلك بشعر للحارث بن حلزة جاء فيه:

وفديناهم بتسعة أملا ... ك كرام أسلابهم أغلاء١

وأشير في قصيدة هذا الشاعر إلى الجون. وهو جون آل بني الأوس، وهو في شرح الرواة ملك من ملوك كندة، وهو ابن قيس بن معد يكرب. قالوا: وكان الجون جاء ليمنع بني آكل المرار، ومعه كتيبة خشناء، فحاربته بكر، فهزموه، وأخذوا بني الجون، فجاءوا بهم إلى المنذر، فقتلهم٢.

وفي بعض الروايات أن المنذر توسط لعقد الصلح بين بكر وتغلب واشترط أن أي رجل وجد قتيلًا في دار قوم فهم ضامنون لدمه، وإن وجد بين محلتين قيس ما بينهما، فينظر أقربهما إليه، فتضمن ذلك القتيل. وأخذ من الفريقين رهنًا بأحداثهم، فمتى التوى أحد منهم بحق صاحبه أقاد من الرهن٣.

وفي عهد هذا الملك وقع "يوم طخفة" بحسب رواية بعض الأخباريين.


١ الأغاني "١١/ ٤٨" "طبعة دار الكتب المصرية"، شرح المعلقات السبع للزوزني "دار صادر" "ص١٦٦".
٢ الأغاني "١١/ ٤٨" "طبعة دار الكتب"، الزوزني، شرح المعلقات السبع "ص ١٦٥". "صادر".
٣ الأغاني "١١/ ٤٤" "دار الكتب المصرية".

<<  <  ج: ص:  >  >>