للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذكر هؤلاء أنه وقع بسبب "الردافة" وقيل: "الرفادة". فقد كانت ردافة ملوك الحيرة في "بني يربوع"، وكانت لعتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع في عهد "المنذر بن ماء السماء". فلما توفي، صارت إلى ابنه "قيس ابن عتاب" "عوف بن عتاب الرياحي". بحكم الوراثة، وكان حديث السن، فأشار "حاجب بن زرارة" على الملك أن يجعلها لرجل كهل له سن وعقل، وأشار عليه باختيار "الحارث بن بيبة المجاشعي" "الحارث بن مرط بن سفيان ابن مجاشع"١ ولما فاتح الملك "بني يربوع" برأيه هذا: غضبوا وأبوا، وأصر الملك على رأيه، وإلا حاربهم، فأبوا واستعدا للقتال، وساروا إلى موضع "طخفة" وتحصنوا به، فأرسل المنذر في أثرهم جيشًا كبيرًا من أفناء الناس، عليه حسان أخوه وقابوس ابنه وبعث معهم الصنائع والوضائع، اشتبك مع "بني يربوع" في هذا المكان، وصبر بنو يربوع وثبتوا، ثم أغاروا على جيش المنذر، فانهزم ووقع القتل فيه، وانهزم قابوس ومن معه، وضرب طارق أبو عميرة "طارق ابن عميرة" فرس قابوس فعقره وأسره، وأراد أن يجز ناصيته، فقال: إن الملوك لا تجز نواصيها، وأسر حسانًا بشر بن عمرو بن جوين٢، فعاد المنهزمون إلى المنذر، وكان المنذر قد احتبس "شهاب بن عبد "قيس" بن كياس اليربوعي" عنده، فلما رأى سوء العاقبة، استدعاه، فقال له: "يا شهاب، أدرك ابني وأخي، فإن أدركتهما حيين، فلبني يربوع حكمهم، وأرد عليهم ردافتهم، وأترك لهم من قتلوا وما غنموا، وأعطيهم ألفي بعير"، فذهب إلى قومه وأعادهما، ووفى الملك بما قال. ونجد للأحوص وللفرزدق ولأم موسى الكلابية شعرًا في هذا اليوم٣.

وفي عهد المنذر، كان يوم "أوارة الأول" على قول أهل الأخبار. وسببه


١ نهاية الأرب "١٥/ ٤١٣". "٢٢ نهاية الأرب "١٥/ ٤١٣"، الاشتقاق "١٤٧"، "ومنه طخفة لبني يربوع على قابوس بن المنذر بن ماء السماء"، اللسان "٩/ ٢١٣"، "دار صادر" "طخف".
٢ نهاية الأرب "١٥/ ٤١٣"، "بشر بن عمرو والرياحي"، العمدة لابن رشيق "٢/ ٢٠١".
٣ البلدان "٦/ ٣٢"، النقائض "١/ ٦٦، ٢٨٥"، "٢/ ٩٢٤"، الأغاني "٣/ ١٧٦"، ابن الأثير "١/ ٣٩٦"، العقد الفريد "٣/ ٣٥٩"، أيام العرب "٩٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>